قال د. سمير غطاس، مدير منتدى مركز أبحاث الشرق الأوسط في حديث اذاعي مع الشمس من القاهرة صباح هذا اليوم، أن "خارطة الطريق التي وضعها الرئيس السيسي استكملت اليوم بالانتخابات البرلمانية وانعقاد الجلسات الأولى للبرلمان، حيث تظهر 3 عناصر اساسية في خارطة الطريق: اقرار دستور جديد، انتخاب رئيس جديد لجمهورية مصر العربية وانتخاب برلمان تشريعي جديد بمركبات جديدة. لقد دخلنا في مرحلة جديدة على مصر تشوبها كثير من المسائل المتعلقة بالتجربة وحداثتها، لكن لا يعني انها تتعثر انما تتقدم للأمام".
وردا على سؤال للزميل جاكي خوري أقر د. غطاس أن الاقبال على انتخابات البرلمان كان ضعيفا مقارنة بانتخابات الرئاسة، وقال: " صحيح أن الاقبال على انتخابات البرلمان لم تتجاوز 26% ولها أسباب عديدة منها ضعف الأحزاب وتراجع مشاركة الشباب، لكنها شهدت معارك سياسية أسفرت عن برلمان مختلف فيه 18 حزبا، بدأ أعماله بصخب لم نعتد عليه من قبل. بعد 25 يناير حصل زخم كبير وبرز صراع بين تيارين رئيسيين، وكانت المشاركة في انتخابات الرئاسة كبيرة وتجاوزت 60% ".
وأضاف "هناك وجهتا نظر حول الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تقول الأولى أن ثقة الناس بالبرلمان ضعيفة، والثانية تقول أن ثقة الناس الزائدة بالرئيس السيسي تجعلهم يشعرون أنهم ليسوا بحاجة الى برلمان. ونرى أن الأحزاب لا تزال بحاجة الى قواعد شعبية داخل المجتمع المصري".
بالنسبة لخطر عودة الفلول قال د. غطاس: " عملية عودة النظام القديم لم تنته، لكن لا تشكل أغلبية ولا توجد رموز واضحة منه، ولا توجد امكانية لعودة رموز الحزب الوطني أو الاخوان".
وتطرق الى ظواهر جديدة ظهرت في البرلمان الجديد لم تكن من قبل مثل دخول أعضاء جدد يهمهم حب الظهور و"خطف الكاميرا" وتصدر المشهد الاعلامي، واعتبرها "ضريبة الديمقراطية" التي ستسقر بعد فترة.
واعتبر غطاس أن "الدستور رفع من قيمة البرلمان وأسس لنظام برلماني لم يتعود عليه الجمهور، سيشهد حوارات متشنجة وحدة في طرح المواضيع".