قال الباحث والمحاضر البروفيسور عزيز حيدر، في حديث مع اذاعة الشمس هذا اليوم، حول ظاهرة ‘الاستشهاد’ الفردي أو تنفيذ عمليات فردية تنتهي بالموت من قبل شبان فلسطينيين، وهي أشبه ما تكون بالانتحار معللا هذه الظاهرة، أن "حالة نفسية معينة مع توفر جو عام يجذب الشخص نحو قرار كهذا، فالقرار موجود لدى الانسان بأن يختار بين الحياة والموت، والموت يعتبر انتحارا حين لا يعود معنى للحياة بالنسبة له".
وردا على سؤال حول رد فعل الأهالي في معظم الحالات بأنهم لم يعرفوا ولم يلاحظوا، أكد ب. حيدر أن هذه ظاهرة عالمية وليست محلية قائلا "في كل العالم يقول الأهل نفس الشيء، أنهم لم يلاحظوا وربما ذلك صحيح، لأنهم لا يملكون الوسائل لملاحظة الشاب. البيئة مهمة جدا هنا الى جانب ظروف الاحتلال والظروف الاقتصادية والدراسية، لكن تبقى البيئة هي الحاضنة لهذه القضايا، مثلا أن تكون قيمة الانسان أعلى اذا تحول الى شهيد، ونحن نطلق هذه التسمية دون فحص دقيق مع أنه ليس شهيدا انما ضحية للاحتلال".
وانتقد ب. حيدر السياسيين "الذين يمتلكون الدبلوماسية ويجيدون التهرب من مناقشة هذا الموضوع، حتى لدى الأكاديميين هناك خشية من التطرق لمواضيع كهذه، وعلى سبيل المثال تعريف الوطنية، ليس لدينا الجرأة لاعادة النظر في هذه المواضيع والتعريفات، ولا أحد يطرح الموضوع بشكل جدي".
وأوضح ب. حيدر لاذاعة الشمس: "ربما ظروف الاحتلال صعبة، لكن الاحتلال لا يواجه بالانتحار، انما بقرارات سياسية وتحركات شعبية. ما يؤدي الى الانتحار هو انسداد الأفق السياسي، وغياب أي تأطير للانسان ليفكر بأسلوب جماعي للتصدي للاحتلال، وطالما الآفاق الجماعية غائبة تظهر القرارات الفردية".
وعما شهده المجتمع الفلسطيني من تغييرات، قال ب. حيدر: "في الانتفاضة الأولى كان أمل وهذا مهم، وكانت الفصائل الفلسطينية فعالة وكان تفكير جماعي في كيفية التخلص من الاحتلال، اليوم تغيرت أمور كثيرة وحصل انسداد للآفاق، والفارق كبير بين المرحلتين فالمجتمع لم يعد نفس المجتمع".
ودعا في نهاية اللقاء الى تكثيف وتفعيل دول الأهل قائلا: "دور الأهل يتضاعف بألا يتركوا ابنهم يفكر لوحده ويقرر لوحده، توجد حاجة أن يشاركوه التفاؤل بأفكاره وميوله ومستقبله".
للاستماع الى مقابلة ب. عزيز حيدر كاملة