تتابع إذاعة الشمس قضية كتاب المدنيات الذي يتحدث عن المواطنة وعن هوية الدولة وكيفية التعامل مع المواطنين العرب في البلاد، ومن يوم لآخر تتضح الخطورة بالكتاب وخاصة المعلومات التي تنشر بأن الكتاب يحتوي على معلومات خاطئة، من بينها أن غالبية من نفذ عمليات الطعن بالأشهر الأخيرة هم من المواطنين العرب، وهذه الرؤية ترتبط كما يبدو بالرؤية السياسية للكتاب بأن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، وبالتالي فإن المقدسيين هم مواطنين اسرائيليين، وهكذا تترجم الأمور في كتاب من المفروض أن يتعلم به الأبناء.
عن هذا الموضوع تحدثت إذاعة الشمس مع الدكتور أيمن اغبارية، حيث قال: "كان توجها لأكاديميين من المجتمع العربي من أجل مرافقة الكتاب مهنيا وأن نكون مستشارين للكتاب. وكانت شروطا أنه اذا أردت أن ترافق الكتاب مهنيا، والشرط الأول أن يكون صوتك مسموعا ومؤثرا. هذا الكتاب أسميته بمقال علمي لي ’الجمهورية اليهودية اسرائيل‘ وهذا الكتاب ملائم أكثر للتعليم بجمهورية يهودية اسرائيلية وليس بدولة اسرائيل، وحتى بالحد الأدنى من مقولة دولة يهودية وديموقراطية، وحقيقة سقوط الحاجة الى مسوّغ أخلاقي - الديموقراطية كمسوغ أخلاقي والليبرالية كمسوغ أخلاقي - بكل موضوع الضغط والسيطرة، وأنت مطالب أن تقبل بدونيتك بهذه الدولة وأن تتبناها دون نقاش".
وأضاف الدكتور اغبارية: "هذا التحول الى عدم الحاجة الى مسوغ أخلاقي، كان هنالك دائما نوع من التوازن تحاول أن تقيمه الوزارات المختلفة وأن يكون نظام الضغط والسيطرة على الفلسطينيين باسرائيل ضمن دائرة لها مسوغ أخلاقي، لذلك كان دائما الحديث عن ديموقراطية لإزاء يهودية الدولة، وكان الحديث دائما عن الليبرالية إزاء يهودية الدولة، والآن تم الإنتقال بين موضوع الحديث عن دولة يهودية وديموقراطية - وهو أيضا كنا معارضين له - الى موضوع يهودية الدولة، وهذا تحول خطير وسقوط أي مسوغ. هذا هو التحول الخطير وهو جزء من تنفيذ ملامح الصهيونية الجديدة. نحن نتحدث عن تغييرات في وزارة المعارف بالأشهر الأخيرة، حيث تمت إقالة رئيس السكرتارية التربوية وإقالة رئيس بوزارة التربية والتعليم. الكتاب كله يكتب تحت تأثير ممثلين للمستوطنين".
وتابع الدكتور اغبارية: "نحن نتحدث عن تغيير شمولي، وأحادية القرار بهذا المجال وطريقة فرضه بشكل ميكانيكي وعنيف، ومن المهم التبؤ أنه أيضا يكشف هشاشة مكانتنا وضعف إمكانياتنا، فكان الكثير من الحديث في الداخل أننا سنرفض هذا المنهاج".
استمعوا للقاء الكامل مع الدكتور أيمن اغبارية:
وتوجهت إذاعة الشمس لوزارة التربية والتعليم طالبة التحدث مع أحد المسؤولين، وقد اكتفوا برد مقتضب بأن "الإقتباسات التي وردت في النشر باليومين الماضيين من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة بما يتعلق بالمواطنين العرب، هي اقتباسات غير دقيقة وانتقائية ولا تعبر عن الكتاب ومضمونه، وهي جزء من مسودة غير نهائية، وبالتالي لا تمثل الطبعة النهائية والرسمية لهذا الكتاب، وعندما تقوم وزارة التعليم بنشر الكتاب بشكل رسمي سيعرض على الجمهور من أجل أن يناقش على المستوى الشعبي بشكل حقيقي"، بحسب وزارة التربية والتعليم.
وقال وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، بتغريدة على تويتر أنه "يستغرب ما ينشر وما نسب للمؤلف من اقتباسات وحقائق موجودة بالكتاب، وهو شخصيا كوزير تربية وتعليم طلب من الجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم أن تقوم بفحص الكتاب مجددا وفحص المضمون".