من يتابع الإعلام بالفترة الأخيرة يلاحظ الهجوم اللاذع والكبير على من ’يكسرون الصمت‘ والذين كانوا داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ويتحدثون عن انتهاكات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة. ولكن يبدو أن عملية المراقبة ومحاولة التأثير أيضا على المضامين ليس بأمر حديث، وإنما كانت بشكل أعمق وأكبر بفترة العامين 1948 و1949، حيث توجد مستندات تظهر أنه بالعام 1949 حاولت الدولة أن تخفي معطيات ومعلومات حول انتهاك بحق الكنائس تحديدا في المدن والبلدات العربية والفلسطينية، وهنالك بروتوكول لجلسة الحكومة كانت بالخامس من تموز 1949، وبهذا البروتوكول تم شطب 30 سطرا، وهنالك من قرر عملية مراقبة على تصريحات لوزير الخارجية الأول في دولة اسرائيل - موشيه شاريط - إلا أن شاريت اعترض على تصرفات ونهج الجنود الإسرائيليين، ولكن هذا البروتوكول ما زال سريا. وقرر يعقوب شاريط، نجل موشيه شاريط، أن يتحدث ويفتح الموضوع، وهنالك نسخة أيضا من البروتوكول نشرت بالأيام الأخيرة.
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع السيد يعقوب شاريت، حيث قال: "تم بزمن الحرب القيام بأعمال تخريب من طرف الجنود الإسرائيليون خلال فترة الإحتلال بأماكن التي تواجدت بها كنائس، وقد علم موشيه شاريط بالحادث وقد كانت له علاقات دائمة مع الكنائس الكاثوليكية والفاتيكان ومع مسيحيون عرب بالبلاد، وقد أزعجه هذا الأمر جدا".
وأضاف شاريت: "يبدو أن هذا الأمر استمر خلال فترة الإحتلال بالعام 1949، وفي بروتوكول الحكومة الذي تحدث فيه عن الأمر يوجد شطب لعدة أسطر ويبدو أنه لم يرد أن تكون سمعة سيئة لاسرائيل وأن يتم نشر هذه الأمور. البروتوكول موجود وبإمكان كل شخص قراءته وهو موجود بالأرشيف في مدينة القدس، حيث تم فتح جميع البروتوكولات لأنه قد مر عليهم أكثر من 30 عاما منذ تلك الفترة. لقد قرأت هذه البروتوكولات لأنني سأصدر كتابا عن كل ما قاله والدي موشيه شاريط بالعام 1949".
قال شاريت: "يوجد بروتوكول الذي يمكن لأي شخص أن يقرأه بينما البروتوكول الأصلي مخفي ولا يمكن الحصول عليه. البروتوكول كبير وتوجد فيه سطور مشطوبة، ولكنني قمت بجمع مواد من مصادر أخرى لموشيه شاريت، وقد تحدث عن الأمر بحادثين منفصلين بشكل واضح ولم يتم محو هذه الأمور وسأقوم بنشرها بكتابي". وتابع: "يوجد مكان واحد الذي قام موشيه شاريط بذكره وهو ’كفار ناحوم‘ القريب من طبريا وهو مكان مقدس، حيث كانت هنالك أعمال شغب كثيرة للجنود الإسرائيليون، وقد دفعت الدولة تعويضات كبيرة للمسؤولين عن الكنائس وتم ترميم هذه الأماكن".
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا عن هذا الموضوع مع الدكتور جوني منصور، حيث قال: "المؤرخ شاريط ياحول تبييض صفحة والده، ولكن موشيه شاريت هو شريك بكل ما جرى في سنة 1948 وما قبلها وما بعدها بحق الشعب الفلسطيني، وإن كان عنده مواقف انسانية أكثر حمائمية ضمن إطار القيادة التي كانت موجودة من قبل، والقيادة السياسية على وجه الخصوص. بالنسبة لي لم يكشف شيئا جديدا، حيث أنه معروف أن هنالك الكثير من الوثائق الموجودة بعدد من الأرشيفات، خاصة عندما نتحدث عن أرشيف الدولة في اسرائيل فإن هنالك الكثير من الوثائق أو أجزاء منها قد أخفيت أو تخفى عن الجمهور الواسع، وخاصة عن الباحثين المهتمين بهذا الموضوع".
وأضاف الدكتور منصور: "بالحقيقة أن هنالك بعض البروتكولات سرية، وأنا اطلعت قبل حوالي الشهر على مجموعة من البروتوكولات وعلى عدد من الوثائق، وبالصدفة فإن عدد من الأشياء التي تحدث عنها يعقوب شاريط وأيضا ما ورد بالمقالة التي نشرت في جريدة هآرتس يوم الجمعة الماضي، ما هي إلا تأكيد للأشياء التي نعرفها. يوجد لدي تقرير من مركز شرطة البلدة التحتى في حيفا بتوقيع قائد المركز في 31 تموز 1948، أي بعد سقوط المدينة بحوالي ثلاثة أشهر، حيث وصلته شكاوى من عدد من رؤساء الكنائس المسيحية في حيفا عن عمليات سرقات ونهب لأدوات وأواني مقدسة تستخدم بالكنائس، إضافة الى سرقة أثاث وملابس لكهنة".
استمعوا للقاءات الكاملة: