الاجتماع يهدف إلى البحث في استكمال ملفات المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، لتحقيق الوحدة الفلسطينية، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، يرأسها رئيس وزراء متوافق عليه.
اللقاء الهام، والذي يصفه البعض بأنه مصيري، يأتي بعد عديد من اللقاءات السرية، التي عقدت في الآونة الأخيرة بعيداً عن وسائل الإعلام.
ويهدف هذا اللقاء الهام إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تمارس مهامها، ولتنفيذ كل بنود المصالحة، وفي حال نجحت اللقاءات بين فتح وحماس، وكان لقاء عباس ومشعل إيجابياً، فسُيعلن بشكل رسمي خلال شهر آذار المقبل، عن ميلاد حكومة توافقية جديدة، تشارك فيها كافة الفصائل الفلسطينية بما فيهم حماس، على أن يبدأ الرئيس عباس بجولة عربية ودولية للترويج لحكومته وكسب الدعم والثقة العربية والدولية.
المعلومات الأكيدة، تشير إلى أن عزام الأحمد عقد سلسلة اجتماعات مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في العاصمة اللبنانية بيروت. الاجتماعات بين قيادتي فتح وحماس عادت من جديد بعد انقطاع لأكثر من عام ونصف، بعد اجتماع خالد مشعل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. كما أن هذه اللقاءات والاجتماعات وفي حال التوصل إلى توافق بين الحركتين، فإنه سيتم الترتيب لعقد زيارة تاريخية للرئيس محمود عباس إلى الدوحة، للالتقاء بخالد مشعل.
وتؤكد المصادر أن الحركتين اتفقتا على بعض الملفات الهامة، ومن أبرزها البرنامج السياسي للحكومة المقبلة، وإيجاد حلول لأزمة رواتب موظفي حكومة غزة السابقة. الأحمد أبلغ وفد حماس أن الرئيس عباس سيسعى جاهداً من خلال حكومة التوافق، إلى توفير رواتب موظفي غزة ودمجهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية، بصورة توافيقة طبقاً لاتفاق الشاطئ.
وفي هذا الصدد، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صخر بسيسو، مغادرة وفد برئاسة عزام الأحمد وعضويته الى الدوحة، للقاء خالد مشعل وقيادة الحركة. بدوره، أكد عزام الأحمد وجود تحركات لعقد لقاء هام جداً مع قيادة "حماس" في الدوحة وموضوعها الأهم، تشكيل حكومة وحدة وطنية، بمشاركة الفصائل الفلسطينية، وامكانية مشاركة المستقلين.
وأكد الأحمد أن حكومة الوحدة من الممكن أن تشارك فيها الفصائل ولا مانع من وجود المستقلين فيها، بشرط الإلتزام بالنظام الأساسي وبتنفيذ الاتفاق، وصولا الى الانتخابات. وأضاف الأحمد أن الحكومة سيكون من مهامها تطبيق بنود اتفاق القاهرة، والاعداد للإنتخابات، وتوحيد الوزارات والهيئات والمؤسسات، بما فيها المؤسسة الأمنية التي ستحتاج الى وقت.
بدوره، أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أمين مقبول أن "التحركات واللقاءات التي جرت بين فتح وحماس في العاصمة القطرية، أحرزت تقدماً هاماً في ملفات المصالحة الداخلية التي كانت عالقة طوال الشهور الأخيرة". وقال مقبول: "اللقاءات بين الحركتين ستستمر خلال الفترة المقبلة بين قطر وتركيا، في محاولة جادة من الطرفين لتذليل كل عقبات المصالحة الداخلية، والاتفاق على برنامج وخطوات جادة للبدء بتنفيذ الاتفاقات التي جرى توقيعها في السابق".
وكشف مقبول أن "اللقاء بين فتح وحماس سيبحث الزيارة المرتقبة للرئيس عباس للدوحة للقاء مشعل، وكيفية توفير كل الأجواء لإنجاح اللقاء، الذي جاء بعد قطيعة استمرت لشهور طويلة بسبب الخلافات بين الحركتين". وذكر أن "لقاء عباس ومشعل في الدوحة سيتم خلال منتصف شهر شباط المقبل"، موضحاً أن "الاتفاق على بعض الخطوط العريضة لتنفيذ المصالحة، بعقد اجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة حركة حماس، والذهاب نحو انتخابات رئاسية وتشريعية قريبة، سينجح لقاء عباس ومشعل".