ضمن حملة واسعة النطاق قام بها أهالي طلاب الصف الأول ثنائي اللغة والروضات التابعة لجمعية يدا بيد وجهت رسالة لرئيس بلدية تل ابيب يافا يطالب الأهالي من خلالها بقيام مدرسة ثنائية اللغة في يافا، وقد تضمنت هذه الحملة مظاهرة احتجاجية بادر اليها المنظمون أمام مبنى البلدية ، شارك فيها عدد كبير من الأهالي ونشطاء جماهيريين عربا ويهودا تحت شعار "التربية الثنائية اللغة ليست نكتة، يافا تستحق مدرسة متساوية"!
جاءت هذه الحملة الاحتجاجية في أعقاب مطالبة الأهالي بنقل تعليم أبنائهم من مدرسة عيروني "ز" الى مدرسة حسن عرفة الابتدائية في يافا، اثر معارضتهم على تسجيل أبنائهم في مدرسة عيروني "ز" للعام الدراسي المقبل، وهي المدرسة التي قررت البلدية أن تقوم باستقبال الطلاب الذين يدرسون ضمن اطار يدًا بيد.
معارضة الأهالي بتسجيل أبنائهم في مدرسة عيروني "ز" نبعت من استيائهم العام جراء العقبات والحواجز التي تضعها المدرسة أمام مسيرة التعليم الثنائية اللغة، فقد ضاق الاهالي ذرعًا لأن المدرسة لا تستطيع أن تلبي الاحتياجات الأساسية للتعليم الثنائي اللغة. لهذا السبب عقد الأهالي جلسة تم من خلالها الاجماع على ضرورة الانتقال من مدرسة عيروني "ز"، والبحث عن مؤسسة أخرى تستطيع أحتواء مسيرة التعليم الثنائية اللغة في العام الدراسي المقبل.
وضمن الخطوات الاحتجاجية التي عقدها الأهالي تم تعميم بيان ينص على المطالب التي ينادي بها المتظاهرين وتطالب بالحق في إنشاء إطار تعليمي متساوي، جاء فيه ما يلي: "نحن مجتمع "يداً بيد" في يافا، عرباً ويهوداً في المدينة المختلطة يافا، نرفض قبول الفصل، الذي تقوم به سياسة دولة اسرائيل وبلدية تل أبيب يافا، بين المجموعتين بشكل عام وفي مجال التربية بشكل خاص.
نحن لا نطمح بإرسال صغارنا لمدرسة عبرية أو مدرسة عربية، بل نطالب بإسقاط جدران الفصل ونطالب بتربية صغارنا في مدرسة تمنحهم المساواة، للغتهم، لثقافتهم ولمبادئهم، بالضبط مثل مدارس "يداً بيد" القائمة في القدس، وادي عارة، الجليل والسنة المقبلة في حيفا.
السنة حاولنا تحقيق طموحنا، بإسقاط جدران الفصل، داخل إطار تربوي عبري، في مدرسة عيروني ز، ولكن من تجارب السنة تأكدنا أنه ليس بمستطاع هذه المدرسة احتواء مبادئ المساواة والاحترام التي نقوم بمنحها لصغارنا. وعليه، قررنا التوجه لمدرسة عربية علها تكون الإطار التربوي المناسب لاحتضان التربية المشتركة التي نتمناها لصغارنا.
وعقبت الناشطة الجماهيرية في مجتمع يدا بيد يافا صوفي قاسم وهي أم لطالبين يدرسان في الإطار الثنائي اللغة وأحدى المبادرات في تنظيم هذه المظاهرة بما يلي: " للأسف النموذج اليافي الذي تطرحه البلدية والمدرسة هو مجرد ترجمة لبعض المحتويات التعليمية الى العربية، هذه ليست تربية ثنائية اللغة"!
وأشارت ميراف كلين والدة احدى الطلاب وناشطة في المجتمع المحلي ليدًا بيد في يافا في أعقاب مشاركتها بالمظاهرة أمام مبنى البلدية :"نطالب بنموذج ثنائي اللغة كامل، ولن نكتفي بقسما منه كما تقترح علينا البلدية حتى لو أوجدت لهذا النموذج تسمية مجملة "نموذج يافي". وأضافت: "يافا تستحق نموذجا اخر كنموذج يدا بيد في القدس. الذي يمنح المساواة كالتعبير باللغة العربية كما العبرية، وتستحق حيزا يساوي بين الديانات الثلاثة، وحيزا يمكن الطالب الفلسطيني بأن يعبر عن نفسه كالطالب اليهودي الذي يعيش معه. لاننا نؤمن بحق الطالب بأن يكبر وينعم بالمساواة كغيره من الطلاب، هذا ما سيمكنهم من ضمان مستقبل أفضل من ذلك الذي حصلنا عليه نحن".
وفي تعقيب لبلدية تل ابيب يافا نشر في صحيفة هأرتس حول هذا النضال جاء ما يلي: "الاطار ثنائي اللغة في كريات حينوخ في يافا ما زال في بداية الطريق، والبلدية تقوم بأقسى جهودها من أجل انشاء هذا الاطار الذي يؤمن القيم المتساوية، يحترم كلتا الثقافتين، بدءا من اللغات والاعياد، من أجل ايجاد حل لهذه القضية، ومسيرة المفاوضات لا تزال جارية".