ناطور الذي رحل عنا مفاجئا وهو في أوج العطاء، وبعد أيام من وقوفه على منصة مؤتمر الوحدة الوطنية، في يوم الدعم العالمي لحقوق جماهيرنا العربية، إذ القى كلاما من الصميم، واليوم نقول، إنه ذلك الفرح الذي كان باديا عليه، وكأنه يلقي وصيته الوطنية على ذلك المنبر الوحدوي والتي سنحفظها في مكانة تليق بهذه الشخصية التي أحبها شعبها.
وقال بركة، لقد ربطتني بفقيدنا، أبو إياس، سلمان ناطور، علاقة خاصة التقينا في الدرب الواحد على مدى سنين طويلة، وعرفته كما عرفه الجميع، صاحب الحس الوطني، والابداع الأدبي المميز، فسلمان ناطور يرحل عنا تاركا بصمات بارزة على الأدب الوطني الفلسطيني، واصداراته من كتب ومقالات ومنشورات، هي شاهد على هذا الابداع.
لقد كان أبو اياس مثالا للمثقف متعدد الاهتمامات ومتعدد المواهب فهو الذي كتب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية والأبحاث وتوثيق الرواية والكتابة السياسية والصحفية وتميز بأسلوبه الساخر وكان مطلّا فاعلا على المشهد المحلي وعلى المشهدين الفلسطيني والعربي.
سلمان ناطور نشأ وكبر في جريدة "الاتحاد" وكان محررها الثقافي وفي مجلة " الجديد" وكان رئيس تحريره وكان نشيطا منذ بداياته في النضال ضد التجنيد الاجباري المفروض على أبناء العشيرة المعروفية.
وختم بركة قائلا، إن الرحيل المبكر والمفاجئ لفقيدنا أبو إياس، يترك في نفوسنا حزنا على فراق صديق، وعلى هذه الخسارة لشخصية ترحل وهي في أوج عطائها، فمن المؤكد أن سلمان ناطور رحل وفي جعبته قصة أو أدبا لم يكتمل.