حاورت اذاعة ‘الشمس’ صباح هذا اليوم، المحلل السياسي الدكتور يوسف خيزران حول التشكل الجديد في الميدان السوري، فقال: ‘ لا شك أن دخول روسيا عسكريا قلب الموازين الاقليمية والدولية، أوقف انهيار النظام وأعطى دفعة للجيش السوري وساهم بشرعنة النظام السوري، وبهذا المفهوم دخول روسيا العسكري وضح معالم الصراع الاقليمي بين محور ايران المتحالفة مع روسيا ومحور تركيا – السعودية الغائبة عنه مصر’.
وأضاف عن المحور الروسي – الايراني واذا ما له الغلبة: ‘ان الولايات المتحدة أكثر من متلكئة بل متواطئة مع روسيا، ولم يعد اسقاط نظام الأسد على رأس سلم أولوياتها، ومنذ البداية كانت رؤيتها ضبابية. أما تركيا همها الأكبر الأكراد وليس التنظيمات الجهادية، وهمها الأكبر خلق منطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا’.
وعن النظرة للأكراد قال خيزران: ‘حصل تغير جذري من قبل النظام البعثي تجاه الأكراد، ومنها تنسيق غير معلن بين القوات الكردية وما تبقى من الجيش السوري، ولم يعد النظام السوري يرفض فكرة الحكم الذاتي الكردي والأكراد في حالة تحالف غير معلن مع النظام. ولهذا السبب تحاول تركيا منع هذا الأمر بكل ما أوتيت من قوة لا سيما وأن روسيا راعية للأكراد في سوريا الآن’.
واستبعد خيزران امكانية تدخل السعودية لأنها ‘متورطة في اليمن ومشروعها لا يسير وفق ما رسمته، وهي لا تمتلك القوة العسكرية التي تمكنها من تغيير موازين القوى، وهي في مأزق أمام ما رسمت له في سوريا، وتحركها ناجم عن حالة يأس ذاتية بسبب الاتفاق النووي مع ايران وتورطها في حرب اليمن، ولا آخذ تدخلها على محمل الجد’.
وعن عودة النظام الى واجهة الأحداث قال: ‘الحديث عن حل سياسي بين الأسد وخصومه معقد جدا، وهناك تباعد كبير بين مواقف المعارضة والنظام، والأسد يراهن على التدخل العسكري الروسي، لفرض أمر واقع على المعارضة. منذ التدخل الروسي يتقدم النظام في عدة مواقع منها حلب واللاذقية وحسن مواقعه في الغوطة، بعد تراجعات عديدة في العام الماضي’.
وأضاف ‘النظام متمسك في السلطة لا سيما وأن حلفاءه لم يتخلوا عنه. وهو على قناعة أن ما حصل هو مؤامرة، فالدعم الذي قدمه له حلفاؤه وترابط الجيش السوري وتفكك المعارضة وعدم نجاحها في طرح بديل مقبول على كل مكونات الشعب السوري، وانحلال الجيش الميلشيوي الهائل، كل ذلك وتذبذب مواقف الغرب طوّلت في عمر النظام’.
للاستماع للمقابلة كاملة