قال الشاعر سامي مهنا، رئيس الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين 48، في حديث مع اذاعة ‘الشمس’ صباح هذا اليوم عن رفيقه وصديقه الأديب الراحل سلمان ناطور: ‘ سلمان بلا أدنى شك سادن وناطور الذاكرة الفلسطينية بامتياز، حافظ الذاكرة من الضياع ليس كموثق بل كأديب، ومن خلال كتاباته وثق الذاكرة الفلسطينية بأسلوب أدبي رائع، منتقلا بين القصة والرواية والمسرح والنص الأدبي المفتوح’.
وأضاف مهنا: ‘كانت القرية تشكل بالنسبة له نموذجا للوطن الأكبر، وتكلم عن شخصيات من قرى مهجرة وقائمة وعبر من خلالها عن الوطن الأكبر، في كل تحولاته تحدث عن شخصيات عرفها واختزنها في ذاكرته، وشكلت الحالة العامة لشعبنا في صموده وتشرده’.
وعن نشاطه اليومي قال مهنا: ‘سلمان كان أمميا بامتياز وقوميا بامتياز وهو أكثر من تحدث الى الشارع الاسرائيلي، وآمن أن بامكان الثقافة والأدب خلق حالة تجمعنا جميعا خارج السياسة. لقد تجاوز الصراع السياسي ليلامس الحالة الانسانية وكانت له نشاطات عملية في هذا المجال. وأذكر أنه في أحد اللقاءات في يافا تحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني الانسانية وعن شخصيات مرت في كتبه، ورأيت كيف أن اليهود الحاضرين تأثروا جدا، وفهمت أن سلمان بامكانه أن يلامس المشاعر ويصل الى عمقها’.
وأشار سامي مهنا أن ‘سلمان من الكتاب الذين كرسوا كل حياتهم للثقافة والأدب والصحافة، ايمانا وعملا واجتهادا يوميا ودون أن يصاب باليأس والاحباط رغم ما مر به من ظروف أحيانا صعبة، وكان لديه هاجس التطور الأدبي فانطلق من الحيز الضيق الى الحيز الفلسطيني وحاز على مكانة رفيعة، ثم الى الحيز العربي العام وكرم في أماكن ودول عديدة عربية وغربية’.
ومن جهته وجه ب. يهودا شنهاف، مترجم روايات سلمان ناطور الى اللغة العبرية، كلمة باللغة العربية في بداية حديثه احتراما لذكرى سلمان، فقال: ‘أتكلم بالعربية لأن سلمان كان يؤثر علي ويتحدث الي باللغة العربية وكان يمنحني الشجاعة، كان عظيما وحارسا للذاكرة الفلسطينية وترجمت له روايات وآخرها عن الشيخ المشقق الوجه الذي يروي قصص فلسطين، هو رأى مسؤوليته أن يكتب عن النكبة الفلسطينية’.
وعن مساهمته وأثره في الأدب قال: ‘لقد تلقينا مكالمات هاتفية من عدة دول في العالم من أشخاص عملوا معه وعرفوه، وفاته كانت صدمة لهم جميعا. في اسرائيل قدم لنا أملا بفكره وذهنه المتوقد. كان متفائلا جدا. وقبل شهرين قال لي مداعبا لا تخف لدينا سنوات طويلة لنعيش ونعمل فيها’.
وذكر شنهاف أن سلمان طلب من ندى زوجته ‘الخميس الماضي أن تتصل بي وأن تخبرني أنه في المستشفى، واتفقنا أن أزوره لكنه غادر الحياة قبل أن أودعه’.
للاستماع الى المقابلة كاملة مع سامي مهنا وبهوا شنهاف