واضاف المصدر ان هذه القرارات شملت "إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي."
و"إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني."
وأضاف المصدر أن السعودية "عملت كل ما في وسعها للحيلولة دون وصول الأمور إلى ما وصلت إليه لتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بكافة طوائفه وأنها لن تتخلى عنه وستستمر في مؤازرته وهي على يقين بأن هذه المواقف لا تمثل الشعب اللبناني."
واختتم المصدر تصريحه بأن "السعودية تُقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين والشخصيات اللبنانية بما فيهم دولة رئيس الوزراء السيد تمام سلام والتي عبّروا من خلالها عن وقوفهم مع المملكة وتضامنهم معها وتعرب عن اعتزازها بالعلاقة المميزة التي تربط المملكة العربية السعودية بالشعب اللبناني الشقيق والتي تحرص المملكة دائما على تعزيزها وتطويرها."
والمح المصدر السعودي الى ان القرار جاء ردا على امتناع بيروت عن ادانة الهجمات التي تعرضت لها ممثليتي السعودية في ايران من قبل محتجين غاضبين على تنفيذ السعودية حكم الاعدام برجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر.
وقطعت السعودية علاقاتها بايران اثر تلك الحادثة.
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قال في كانون الثاني / يناير الماضي إنه امتنع عن التصويت على بيان لجامعة الدول العربية يدين الهجوم على الممثليتين السعوديتين لأن البيان جاء على ذكر حزب الله اللبناني واتهمه بالارهاب.
من جانبها، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري لبناني قوله إن "الجيش اللبناني لم يحط علما" بالقرار السعودي.
حزب الله
ونشر حزب الله بيانا قال فيه، "لم يفاجئ القرار السعودي بوقف المساعدات المالية للجيش والقوى الأمنية أحدا على الإطلاق في لبنان."
ومضى البيان للقول "إن المسؤولين المعنيين في الحكومة والوزرات المختصة والمؤسسة العسكرية وإدارات القوى الأمنية كانوا على إطلاع تام بأن هذا القرار قد اتخذ منذ فترة طويلة وخاصة منذ بدء العهد الحالي في السعودية، وهذا أمر متداول على نطاق واسع وترددت أصداؤه عدة مرات في كثير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية."
واضاف، "إن تحميل حزب الله المسؤولية عن القرار السعودي بسبب مواقفه السياسية والإعلامية في دعم اليمن الشقيق وشعب البحرين المظلوم وسواه من الشعوب التي تكتوي بنار الإرهاب السعودي، وكذلك لوزارة الخارجية اللبنانية ما هي إلا محاولة فاشلة في المضمون والشكل والتوقيت لا تخدع أحدا ولا تنطلي على عاقل أو حكيم او مسؤول."
وقال "إن القرار السعودي يكشف مجددا زيف ادعاءاتها الباطلة في مكافحة الإرهاب، ومن بينها حسب ما كان يفترض، خطوة دعم الجيش اللبناني ويؤكد أن موقفها الحقيقي هو رعاية الإرهاب وتسليحه وتمويله وخلق الفتن والمشاكل أينما كان، على امتداد العالم العربي والإسلامي".
الحريري
أما رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، فاصدر بيانا قال فيه "تلقى اللبنانيون بمشاعر الأسف والقلق، قرار المملكة العربية السعودية، وقف المساعدات المقررة للجيش اللبناني والقوى الامنية، في خطوة غير مسبوقة من المملكة، ردا على قرارات متهورة بخروج لبنان على الاجماع العربي، وتوظيف السياسة الخارجية للدولة اللبنانية في خدمة محاور إقليمية، على صورة ما جرى مؤخرا في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب واجتماع الدول الاسلامية."
ومضى للقول، "اننا مع تفهمنا التام لقرار المملكة العربية السعودية، وإدراكنا لحجم الالم الذي وقع على الاشقاء السعوديين، عندما استنسب وزير الخارجية، ان يتخذ قرارا يجافي المصلحة اللبنانية والإجماع العربي، نتطلع الى قيادة المملكة لان تنظر الى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير. ونحن على يقين، بأنها، وكما ورد في البيان الصادر عن مصدر مسؤول، لن تتخلى عن شعب لبنان مهما تعاظمت التحديات واشتدت الظروف".
ونشر زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع تغريدة على تويتر قال فيها "يتحمّل حزب الله مسؤولية خسارة لبنان مليارات الدولارات من جراء تهجمه الدائم على المملكة العربية السعودية. على الحكومة اللبنانية الالتئام فوراً واتخاذ التدابير اللازمة إن لجهة الطلب رسمياً من حزب الله عدم التعرض للمملكة من الآن فصاعداً، أو لجهة تشكيل وفد رسمي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام لزيارة السعودية والطلب منها بإعادة العمل بالمساعدات المجمّد."
وكان لبنان قد تسلم اول وجبة من الاسلحة الممولة سعوديا، والغرض منها تعزيز قدرات جيشه في التصدي للتهديد الذي تشكله التنظيمات الجهادية المتطرفة، في نيسان / ابريل الماضي.
وشملت تلك الوجبة صواريخ مضادة للدروع.
وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قد نفى في حزيران / يونيو الماضي ان تكون صفقة الاسلحة قد الغيت.