تم عقد اجتماع شعبي في باقة الغربية قبل عدة أيام حول عرض الفيلم الفلسطيني "عمر" للمخرج هاني أبو أسعد في مدرسة ابن سينا الثانوية الشاملة، حيث تم إبعاد المعلم علي مواسي الذي قام بعرض الفيلم على الطلاب، مما أثار ردود فعل على مستوى المدينة والمجتمع العربي.
كان قد تم عرض فيلم "عمر"المرشح للأوسكار على طلاب صفوف العاشر والحادي عشر يوم 27 كانون الثاني الماضي عندما أعلنت منظمة المعلمين فوق الإبتدائيين عن الإضراب وتعطيل الدراسة لمدة ساعتين. وتمت المطالبة بفصل المربي مواسي، وقد صدر قبل أيام قرار بإبعاده عن المدرسة وسيكون يوم الخميس القادم بجلسة استجواب بالبلدية. وقد رفض السيد علي مواسي التحدث بهذه المرحلة بسبب أن الأمور لا تزال معلقة قضائيا، وقد فتحت إذاعة الشمس هذا الملف بالحديث مع رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية السيد سميح أبو مخ والسيد جمال دقة من التجمع الوطني الديموقراطي في باقة الغربية.
قال السيد سميح أبو مخ لإذاعة الشمس: "نحن نقدر ونثمن جهد من قام بالفيلم إخراجا وتسجيلا وكتابة، الفيلم يحوي على قصة قيّمة جدا. ولكن ما حدث أن الأمور خرجت عن سياقها وكان هنالك بعض اللقطات الخادشة للحياء رغم أن المعلم يقول أنه قام بتشويش هذه الصور ولكن بعض الطلاب قالو بأنهم شاهدوا المناظر كما هي، وعلى أثرها نحن كمجتمع مسلم وعربي ومحافظ لا نريد إلا الثقافة النقية التي تتناغم وتتلائم ولا تتنافى مع أعرافنا وديننا وأخلاقنا. أنا شاهدت الفيلم على اليوتيوب".
وتابع أبو مخ: "أعتقد أن الأمور خرجت عن سياقها، فالإعلام والرأي العام يحاولان إظهار أن هنالك جماعة متشددة تريد أن تفرض فكرها قهرا على المجتمع الباقي، ولكن بتصوري أن هذا بعيد عن الحقيقة، لأن هذه المجموعة كبقية المواطنين في باقة الغربية فإن قضايا الشرف والتربية النقية هي مطلب لكل إنسان طبيعي، لذلك أنا أعتقد أن إتهام مجموعة معيّنة بالتشدد ونبدأ بتقسيم مجتمعنا لمجموعات أو فئات! يكفينا الشرذمة الموجودة عنا".
وقال أبو مخ: "عندما يقوم بطل الفيلم بالإلتقاء مع طالبة مدرسة إعدادية أو ثانوية عند خروجها من بيتها، فهذا كأننا نعطي شرعية وشرعنة لهذه اللقاءات، وكانت أيضا قبلات بالفيلم. نحن نتحدث عن مرحلة ثانوية في طور مرحلة المراهقة، نحن لا نتحدث عن إمام مسجد يشرح لمصلين، الحديث عن شريحة شباب ببداية تكوين شخصيتها لذلك نحن لا نستطيع أن نتدخل بفكر أي انسان".
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع السيد جمال دقة، والذي يقف الى جانب المربي، حيث قال: "يجب أن يُفهم للجميع أن الأمر ليس عبارة عن فرض شيء معيّن بأننا نطالب بعرض هذه المقاطع أم لا، النقاش هو وسيلة التعامل مع الأمر ووسائل الهيمنة والعربدة. أنا لا أعارض طلب إزالة اللقطات، فنحن نشاهد بالتلفاز أمورا أكثر بكثير مما يعرض الفيلم. الأستاذ علي يقول أنه حاول إزالة هذه اللقطات، وبالأصل هنالك نية لعدم عرض هذه اللقطات". وأضاف دقة: "الأستاذ علي معروف بقدراته وثقافته وعطائه ونضاله واستعداده لإعطاء الطلاب أشياء لا يأخذونها بمكان آخر، وهذا الأمر واضح للجميع، ولكن بهذه القضية كان يمكن لأسلوب المعالجة والتعال مع القضية أن يكون سهلا".
وقال دقة: "لم يتهم أحد المجموعة بأنها متشددة، وثانيا برأيي أن هنالك مبالغة بربط الأمر بالشرف، وثالثا أنه لم يتم المعارضة على حق الناس بالمطالبة بعدم عرض هذه اللقطات، وقلنا أن الأستاذ علي بعرض سرده للقصة قال أنه حاول إزاحة اللقطات، لذلك لا يوجد نقاش عن وجود أو عدم وجود لقطات". وتابع: "تم عرض الفيلم عشوائيا لسداد فراغ في المدرسة، حيث أنه لم يكن مخططا، وكان قد تم عرض الفيلم في باقة مسبقا مع إزالة المقاطع. نحن لا نعارض على ذلك ولا نطالب عرض الفيلم عم المقاطع، بل نحن نطالب بوسيلة التعامل مع القضية واحترام المعلم ومحاولة تقييمه من خلال عطائه".
استمعوا للقاء الكامل: