عبّر الوالدان الثاكلان الفلسطيني بسام عرامين والاسرائيلي روني هرشنزون عن رفضهما لتصريحات مسؤولين اسرائيليين تميز بين مشاعر الحزن الاسرائيلية والفلسطينية، مؤكدين أن الحزن واحد ولا يمكن عقد مقارنة حوله، جاء ذلك في حديث لهما مع اذاعة ‘الشمس’ أجراه الزميل جاكي خوري صباح هذا اليوم.
وكان بسام عرامين قد فقد ابنته عبير وعمرها 10 سنوات، يوم 16/1/2007 نتيجة اطلاق الرصاص عليها من الخلف من قبل جندي اسرائيلي، أمام مدرستها من مسافة 20 مترا، كما قال واعتبرها ‘ضحية ورمز الطفولة البريئة’.
أما روني هرشنزون فقد فقد ولدين الأول عمير الذي قتل في عملية ‘بيت ليد’ عام 1995 والثاني العاد، الذي أقدم على الانتحار في أعقاب مقتل صديقه الجندي، كما روى.
وقال عرامين معقبا: ‘ الألم لا يقارن، والادعاء بأن الاسرائيلي يريد الحياة والفلسطيني يريد الموت، ما هي الا مقولة متخلفة جدا، وتمثل الاستعلاء الهمجي والعنجهي عند الطرف الآخر. انهم تربوا على الخوف والحقد والكراهية وهذا ما لديهم ليقولوه’.
وأضاف ان ‘ شعبنا الفلسطيني منفتح أكثر من االشعب الاسرائيلي المنغلق على نفسه نتيجة آلة الخوف والترهيب التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية. شعبنا تواق الى انهاء العنف وانهاء القتل فنحن الذين نقع تحت الاحتلال، أما الشعب الاسرائيلي اذا لم يدفع ثمن الاحتلال فلن يتحرك’.
واستهجن عرامين اتهام الفلسطينيين بممارسة العنف وتساءل: ‘ الاحتلال يقتلني ويقصفني ويهدم بيتي، وتتقع مني ألا أرد عليه بعنف؟’
وأكد ‘ سنبقى شعبا مناضلا ومتفوقا على الاسرائيليين أخلاقيا بكل المقاييس، مهما حاولوا تشويه نضالنا’.
أما روني هرشنزون فاعتبر تصريحات الزعماء الاسرائيليين ‘خطأ كبير’، واضاف ‘ من خلال معرفتي الشخصية مع الثكل الفلسطيني لعائلات فقدت أبناءها، يمكنني القول أن الألم هو نفس الألم، والمشترك بينهما في العذاب النفسي والجسدي. أما أن نضع أنفسنا في مرتبة أعلى، وأن نتعالى على الغير، فهذا أمر غير صحيح وغير مقبول واني أخجل بأقوال كهذه’.
وعبر هرشنزون عن رأيه بأن ‘ العنف لا يشكل حلا للمشكلة، فالعنف يولد العنف وقد شبعنا عنفا. وعلينا أن نفهم أن الذي أمامي ليس آخر بل هو مثلك تماما. وأنا انتقد زعمائي الذين انتخبتهم، لأنهم يخيفوننا بشعب مجاور وأقوال بائسة أننا اذا أعطيناهم الضفة فسيطالبون بيافا وحيفا، وسيطردوننا ويقتلوننا’.
وأضاف أن ‘الآباء الاسرائيليين يفتخرون أيضا بأبنائهم الضحايا الذين سقطوا أثناء الدفاع عن الوطن كما يفتخر الآباء الفلسطينيون، وعلينا ألا نمزج بين الجانب العام والجانب الخاص’.
للاستماع للمقابلات كاملة