المتطرف يهودا غليك – عضو بارز في منظمات الهيكل وحزب الليكود الحاكم – داوم منذ عام 2010 على اقتحام المسجد الأقصى يوميا تحت حراسة مشددة من قوات الجيش، واشتهر باستفزازاته المتكررة للمصلين والاعتداء على النساء فيه، كما جرى مع المسنة زويا بدارنة (67) من قرية عرابة حين دفعها وأوقعها أرضا بالقرب من مدرج صحن قبة الصخرة في 31 أغسطس/آب 2014 وتسبب بكسر في يدها. كما قام في 8 يونيو/حزيران من نفس العام بسرقة حذاء إحدى النساء في المسجد الأقصى والهروب به من باب المغاربة، ثم عاد لاحقا وهو يرفعه عاليا لاستفزاز المصلين، ما أدى حينها إلى استنفار كبير في رحاب المسجد وحاول المصلون النيل منه، إلا أن قوات حالت دون الوصول إليه وأخرجته على الفور تحت حمايتها.
ولم تقف اعتداءات المتطرف غليك واستفزازاته عند المصلين من الرجال والنساء، ففي كل مرة اقتحم فيها المسجد الأقصى، كان يلتقط صورا لنفسه – ينشرها لاحقا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي – أمام قبة الصخرة، وهو يحمل كتابا يظهر فيه معبدا يهوديا أقيم بين أسوار المسجد الأقصى، في إشارة وتوضيح منه إلى هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. كما يُعتبر غليك من أبرز الشخصيات الفاعلة في تشجيع الاسرائيليين على اقتحام المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية فيه، ومن صف الدعاة الأول لهدمه وبناء معبد يهودي على أنقاضه.
ورغم أن غليك يشكّل أقصى درجات التهديد للأمن وسلامة الجمهور في المسجد الأقصى، ويعتبره القاصي والداني ومن الإسرائيليين أنفسهم، عود الثقاب الذي سيشعل منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الشرطة ارتأت إلى السماح له باقتحام المسجد الأقصى مع اقتراب عيد الفصح العبري الذي يشهد كل عام اقتحامات يهودية مكثفة للمسجد، وفي التالي نشوب أحداث عنف جراء تكثيف قوات الاحتلال من عناصرها وعتادها، ومنعهم دخول المصلين والاعتداء عليهم لتوفير مسارات اقتحام آمنة للمستوطنين، كما جرى في الأعوام السابقة.