ضمن المتابعة التخطيطية التي يجريها المركز العربي للتخطيط البديل، تم اجراء مسح شامل لقسائم البناء التي تم تسويقها بشكل فعلي في البلدات العربية، من قبل سلطة أراضي اسرائيل، والتي كانت تعرّف باسم "دائرة اراضي اسرائيل" سابقًا، حيث تم الكشف عن ارقام مذهلة تعكس التمييز المنهجي المتواصل في شح تسويق قسائم البناء للسكن في البلدات العربية، ووجود عدد كبير من البلدات التي لم يتم تسويق اي قطعة ارض للبناء الخاص فيها قطعيًا. وتُظهر الأرقام الهبوط الكبير في تسويق قسائم البناء في العامين الأخيرين، بعد ان ارتفعت في العام 2010 و 2013، لتصل الى أقل معدلاتها منذ العام 2004.
أعد المسح خبير المعلومات الهندسية وجدي خلايلة، واستعرض فيه كافة المعلومات الشاملة حول تسويق قسائم البناء، وعدد الوحدات السكنية فيها، والبلدات التي تم تنفيذ التسويق فعليًا فيها، وأنواع البناء فيها. وتظهر الارقام ان معدل القسائم التي يتم تسويقها سنويًا هو 66 قسيمة فقط في كافة البلدات العربية. وان تسويق قسائم للبناء المكثف تم فقط في 7 بلدات، هي الناصرة، سخنين، الرينة، كفرمندا، شفاعمرو، زيمر، وكفرقاسم، حيث تم تسويق 124 قسيمة للبناء المكثف منذ العام 2004، معدة لبناء 1,500 وحدة سكنية، غالبيتها (920) في مدينة الناصرة.
ويستدل من الارقام التي يكشفها المركز العربي للتخطيط البديل ان عدد القسائم التي تم تسويقها للبناء الذاتي هو 794 قسيمة، مخصصة لبناء 2,747 وحدة سكنية، اي بمعدل 230 وحدة سكنية سنويًا في كافة البلدات العربية. وفي العام 2014 تم تسويق 24 قسيمة بناء معدة لـ 50 وحدة سكنية فقط، أما في العام المنصرم 2015 فقد تم تسويق 19 قسيمة بناء فقط مخصصة لـ 25 وحدة سكنية فقط، وهو أقل عدد من القسائم منذ العام 2004.
وقال الخبير الهندسي وجدي خلايلة في المركز العربي للتخطيط البديل، ان المركز يتابع بشكل دوري كافة القسائم التي يعلَن عن تسويقها من خلال سلطة أراضي اسرائيل، الذراع التنفيذية لوزارة الاسكان تجاه البلدات العربية، ومن الواضح ان ارتفاع الارقام في بعض السنوات كانت جزءًا من تحسين اداء الوزارة، لكن ليس بالشكل الكافي الذي يتلائم مع احتياجات البلدات العربية. ومن الواضح جدًا ان ارتفاع اعداد قسائم البناء في العامين الأخيرين كان في البلدات اليهودية فقط، ومن متابعتنا للأرقام في لواء الشمال نجد ان هناك بعض البلدات اليهودية التي تم فيها تسويق اعداد كبيرة بارتفاع هائل خلال العامين الأخيرين، في حين هبطت الأرقام الى أدنى مستوياتها في البلدات العربية.