بدأت الشرطة في جزيرة ’ليسبوس‘ اليونانية، بوضع مهاجرين ولاجئين على قوارب متجهة إلى تركيا، بموجب خطة الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة إلى أوروبا. وبموجب اتفاق موقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا الشهر الماضي، فإن أي مهاجرين يصلون إلى اليونان من تركيا اعتبارا من 20 آذار ولا يتقدمون بطلب اللجوء أو تثبت أهليتهم له، ويتم إعادتهم إلى تركيا، وفي مقابل كل لاجئ يتم إعادته إلى تركيا، سوف يتم مباشرة نقل لاجئ سوري من تركيا وإعادة توطينه في أوروبا.
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع الدكتور عصام داوود المتواجد في اليونان، حيث قال: "المشهد مؤلم جدا بالأخص أننا شاهدنا القوارب بالأشهر الخمس الأخيرة، حيث أننا متواجدون هنا ضمن منظمة أقمناها بالداخل بشكل متواصل منذ شهر تشرين ثاني، وكنا شاهدون على غالبية المصائب التي حدثت مع اللاجئين، ونرى أنه بعد أن قطعوا كل هذه الطريق الصعبة وضعوهم الساعة الرابعة صباحا على القوارب وإعادتهم، كان المشهد مؤلما وكان هنالك نوع من الغضب لدى المتطوعين من جميع الجنسيات الموجودة وأيضا لدى أهل الجزيرة".
وأضاف الدكتور داوود: "تم ترحيل فقط ما يقارب 131 شخصا أول أمس الذين خرجوا من جزيرة ’ليسبوس‘ و66 شخصا خرجوا من جزيرة ’خيوس‘. كانت قوات شرطية كبيرة من الإتحاد الأوروبي وقوات جيش يونانية، وتبيّن من التصريحات الرسمية أنه تواجد بالقوارب شخصين سوريين فقط من الشباب وذكروا أنهم عادوا بإرادتهم الى تركيا، وهنالك من يقول أنه تم الدفع لهم ليكونوا موجودين على القارب وبالتالي ردع الناس الموجودون في تركيا من الصعود للقوارب. غالبية الجنسيات التي تم طردها من الجزيرة هي أفغانية وباكستانية وبنغلاديش ومن دول لا توجد فيها حرب إنما هم لاجئو عمل، وهنالك إشكالية قانونية بطرد اللاجئين السوريين لأن غالبيتهم طلبوا بالفترة الأخيرة اللجوء الى اليونان، وباللحظة التي يتم طلب اللجوء الى اليونان بشكل فوري يتم التعامل مع الشخص وفقا للقانون الدولي وتكون اجراءات قانونية تثبن أنهم ليسوا لاجئي حرب لكي يتم طردهم، وهذا الأمر سيؤجل عمل طرد اللاجئين السوريين. وعدوا بالأمس أن يكون طردا اليوم إلا أنه لم يحدث وانتظرنا بالموانئ، وقد وصل قاربين سوريين ليلة أمس".
وتابع داوود: "عدد اللاجئين كبير جدا من 8 آلاف و9 آلاف شخص الذين وصلوا بأشهر أيلول وتشرين أول وتشرين ثاني، وبفترة معينة كان يصل حوالي ألفي شخص وبالفترة الأخيرة يصلون بالمئات. المشكلة اختلفت من غرق وموت الى مشكلة اكتظاظ وأوضاع غير انسانية في المخيمات، الحديث عن أمراض جلدية وجرب وأمراض معدية وهنالك حالات تحرش جنسي والمخيمات أصبحت معسكرات ومعتقلات، فاللاجئ لا يأخذ مكانة لاجئ من ناحية قانونية وإنما يتم اعتقاله فورا".
وقال داوود: "نحن الجمعية العربية الوحيدة من العالم التي تعمل مع اللاجئين في اليونان وفقط نحن مسموح لنا بالتواجد في الموانئ الموجودة بها الشرطة وخفر السواحل الأوروبي، فنستقبلهم عن طريق القوارب ويقوم خفر السواحل بالنزول مع القيود. خفر السواحل ينقل اللاجئين لقارب خفر السواحل وهناك يتم استقبالهم من الشباب والصبايا الموجودين بالمنطقة بالمشاركة مع منظمة يونانية، وبعدها يتم نقلهم لمخيمات التي أصبحت اليوم معتقلات، والمخيمات مغلقة ولا تستطيع غالبية الجمعيات الدخول اليها حيث أن هنالك الشرطة وجيش الإتحاد الأوروبي الذي يحمي هذه المخيمات، والوضع مزري جدا. لا يوجد نقص بالطعام والملابس إنما المشكلة صحية ونحن لا نستطيع المساعدة مع أن لدينا مواد طبية كثيرة وأطباء".
قال داوود: "شاهدنا الكثير من الصور مثل صورة الطفل عليان، أنا شخصيا رأيت أربع صورة شبيهة ولم يقم أحد بتصويرهم. أنا أحب رؤية صور الفرح، ونحن بصفحتنا على الموقع والفيسبوك لا نستطيع أن ننشر صور ذل فيكفي ما يتم نشره عنهم، وهنالك صورة لي مع طفل اسمه عمر، وهو طفل عادي وعندما وصل القارب كان يضحك، هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 3 أعوام لم تفارق الضحكة وجهه كافة الطريق مع الأمواج ولم يخف ونزل يضحك ويحضن ويلعب، وهذه أكبر رسالة لكل شخص بالعالم أن هنالك أمل وحياة وما نفعل".
استمعوا للقاء الكامل: