وقد أطلقت المنظمة مع شركائها في جنيف "خطط الاستجابة الإنسانية لعام 2016"، ذكروا فيها أنهم بحاجة لمبلغ يقدر بمليارين ومئتي مليون دولار لتوفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة لأكثر من تسعة وسبعين مليون شخص في أكثر من ثلاثين بلدا حول العالم.
وأشارت إلى أن التأثير المتزايد من النزاع الذي طال أمده والتهجير القسري وتغير المناخ، والتوسع الحضري غير المخطط له والتغيرات الديموغرافية كل ذلك يعني أن حالات الطوارئ الإنسانية أصبحت أكثر تواترا وشدة.
وفي مؤتمر صحفي عقد بجنيف، قال ريك برينان مدير قسم إدارة المخاطر في حالات الطوارئ والاستجابة الإنسانية بمنظمة الصحة العالمية بحسب اذاعة الامم المتحدة:
"هذا العام، نقدر أن القطاع الصحي بحاجة لنحو 2.2 مليار دولار كما ورد في خطط الاستجابة الإنسانية الثلاثين، حيث تطالب المنظمة بتوفير 480 مليون دولار منها. لا توجد منظمة تستطيع الاستجابة للاحتياجات الصحية للسكان المتضررين من الأزمة بمفردها، حيث تقود منظمة الصحة العالمية القطاع الصحي مع 48 شريكا في القطاع الصحي على مستوى العالم وأكثر من ثلاثمائة على المستوى القطري."
وأشارت المنظمة إلى أن الأرقام المتعلقة بالمخاطر الصحية مرتفعة، كما أن المنظمة تعمل في دول تتسم بظروف غير آمنة وصعبة للغاية مثل سوريا واليمن وجمهورية أفريقيا الوسطى.
ويقول ريك برينان في هذا الشأن: "في الجمهورية العربية السورية على سبيل المثال، يهدف الشركاء في المجال الصحي إلى مساعدة نحو 11.5 مليون شخص بحاجة للأدوية الأساسية والرعاية الصحية الأولية وعلاج الصدمات والرعاية الصحية العقلية. في العراق، تقترح منظمة الصحة العالمية تأسيس سلسلة لتوريد الأدوية الأساسية لأكثر من سبعة ملايين شخص، كما تحتاج الأمهات والأطفال إلى اهتمام خاص. وفي اليمن، على الرغم من المخاوف الأمنية والقيود على الوصول الإنساني، يود الشركاء الوصول إلى أكثر من 10.6 مليون شخص. وفي جنوب السودان يرغب القطاع الصحي في الوصول إلى أكثر من 2.3 مليون شخص مع التركيز بشكل خاص على الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال مثل الملاريا والإسهال وأمراض الالتهاب الرئوي. "
وتحتاج منظمة الصحة العالمية لمساعدات عاجلة لدعم 6.8 مليون شخص مهدد بأسوأ موجة جفاف منذ عقود في أثيوبيا، كما يقول برينان: " هناك قلق خاص تجاه الكوارث الطبيعية في خطط عام 2016. كما تعلمون فالعواقب الصحية الناتجة عن تأثير ظاهرة النينيو يمكن مشاهدتها في دول مثل أثيوبيا، حيث قامت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بتحديد نحو أربعمائة ألف طفل مصابين بسوء التغذية الحاد، والذين يحتاجون للمساعدات العاجلة. مع تفاقم آثار النينيو من المتوقع أن يزداد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ما لم نتدخل بشكل عاجل."
ولأول مرة في التاريخ، تقوم منظمة الصحة العالمية بتشغيل برنامج طوارئ جديد للصحة من شأنه زيادة القدرة التشغيلية في البلدان النامية وتمكين الاستجابة الفعالة والسريعة والتي يمكن التنبؤ بها لجميع أنواع حالات الطوارئ الصحية، بما في ذلك الفاشيات والأزمات الإنسانية.