تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع الأستاذ قدورة فارس، حول موضوع المصالحة الفلسطينية ومحاولة إيجاد قواسم مشتركة بظل الحديث عن المرحلة القادمة فلسطينية، حيث قال: "الخلاف مع حركة حماس لم يبدأ منذ انشاء السلطة الفلسطينية بل بدأ منذ تأسيس حركة حماس، ويذكر الجميع أنه بالإنتفاضة الأولى كانت هناك بيانات تصدر حول البرنامج النضالي عن القيادة الوطنية الموحدة وبيان آخر عن حركة حماس، وكان هنالك برنامجين سياسيين. ذلك هو أصل الخلاف مع حركة حماس، وعلى قاعدة أن الإحتلال مستمر وإجراءاته وقمعه وقهره للشعب الفلسطيني متواصل ودائم، واذا أردنا أن تكون هنالك مصالحة راسخة تعود بالنفع على كل أبناء الشعب الفلسطيني فإن الأساس الذي يجب أن تقوم عليه كل التفاهمات والإتفاقات هو الإتفاق على برنامج سياسي وكفاحي واحد والإتفاق على توصيف الحالة التي نحن فيها وكيفية الخلاص من الإحتلال".
وأضاف فارس: "المسألة أنه لم يكن خيارا فتحاويا داخليا أو خيار منظمة التحرير حين قررنا القبول بدولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 1967، ةكان نتيجة لتجربة وواقع اقليمي دولي. الآن حركة حماس، وعلى ضوء الحوارات التي تمت مؤخرا، وجدوا أوراق وقعت أننا لسنا متفقين على أحداث نضال وكفاحح الشعب الفلسطيني هو إنهاء الإحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، والقدس الشرقية عاصمتها وتنفيذ القرار الدولي 194 المتعلق باللاجئين، وهذا هو الآن متوافق عليه".
وتابع فارس: "هنالك توافق بالمعنى الدقيق والحرفي للكلمة لكن حركة حماس لم تعترف باسرائيل ونحن قلنا بأنه ليس مطلوبا من أي تنظيم أن يعترف باسرائيل، ومسألة الإعتراف باسرائيل تخص الإطار الذي يمثل الشعب الفلسطيني والذي تمثل فيه كافة الفصائل، حين نصل الى تلك النقطة جرى حديث معمق حول هذا الموضوع وفيما يتعلق بموقف حماس، نحن نحترم إرادة حركة حماس أن ترفض الإعتراف لكنهم يوافقون على البرنامج السياسي المتعارف عليه".
وقال فارس: "ونحن نعلم كما يعلم الأخوة في حركة حماس أن فلسطين وإقامة الدولة وإنهاء الإحتلال لن يتم من خلال المفاوضات لوحدها، تحرير فلسطين لن يتم بالمقاومة وحدها ولا بالجهد الدولي لوحده، وهذا ما ناقشناه ونناقشه مع الأخوة في حركة حماس ونحن أكثر من مجرد قريبون جدا. الآن هناك برنامج التفاوض أو العملية السياسية قوضت على يد اليمين الإسرائيلي وقضي عليها ويجب علينا في فتح ألا نكابر ونعتقد أنه على الرغم من كل ما نراه بالإمكان أن نواصل المفاوضات، وكذلك المقاومة بطريقة نمطيا بعينها، سواء تحدثنا عن صواريخ وما الى ذلك، ونحن لا نعرض مسرحية أو فيلما بل نريد خطوات عملية م شأنها أن تقرب موعد التحرير، لذلك الثورة الشعبية سلمية ومتوافق عليها بيننا وبين الأخوة في حركة حماس إذا حققت كامل شروطها، وهنالك عناصر سياسية متفق عليها للبدء في حالة نضالية لا تنتهي الا بانتهاء الإحتلال".
وتابع فارس: "المواضع أكثر من تكهنات ونحن تناولنا تفاصيل كثيرة، نريد أن نمارس النضال في إطار حالة منظمة مستندين الى تراث عريق للمقاومة الفلسطينية التي طبقت ونفذت كل أشكال النضال، وبعد النظر للشعب الفلسطيني بأكمله هناك آلية تمكننا أن نجعل من كل مواطن فلسطيني حتى من الأطفال جنودا بمعركة التحرير، وبطريقة ستبعد عنا الإتهام".
وبسؤال حول العمل الميداني، قال فارس: "الإعتماد على كثافة الحضور وعلى السلمية المطلقة للمقاومة والإعتماد على اسقاط شعارات نتنياهو التي قالت بأنه يستطيع أن يوصل أمنا شخصيا وأن يسمح بتدفق وانسياب الحياة بشكل طبيعي كما لو أنها دولة غير محتلة. نحن من خلال رؤيتنا بسط سيطرتنا وإثبات حضورنا وشل حياة المستوطنين وانتظامها، وبنفس الوقت الزحف نحو القدس، فنتنياهو قال أن المعركة بيننا وبين الفلسطينيين تحسم في القدس، وأنا أعتقد ويعتقد معي الكثيرون أننا أكثر قدرة بالمعنى الموضوعي وبشكل سلمي مطلق على حسم معركة في القدس أكثر من نتنياهو".
استمعوا للقاء الكامل: