حصل في ساعات مساء أمس الاثنين انفجار داخل باص تابع لشركة ’ايجد‘ في مدينة القدس - طريق الخليل. وذكرت الشرطة أن سبب الانفجار يعود لعبوة ناسفة انفجرت بالقسم الخلفي من الباص وبالتالي أدت لإصابة مسافرين واندلاع حريق داخله، وكذلك أصيب باص آخر ومركبة خصوصية كانا بالجوار.
وصدرت بيانات في ساعات مساء أمس وفي ساعات الليل تؤكد أن الحديث عن عملية، وكما يبدو فإن هنالك بعض الأمور التي تم العثور عليها بمسرح العملية تؤكد أن عبوة ناسفة انفجرت داخل حافلة مما أدى لاشتعال النيران بشكل كبير، وبالتالي واضح أن الحديث لا يدور عن خلل تقني بالحافلة مما أدى لاشتعالها.
ويذكر أن هنالك شخص لم يتم التعرف على هويته حتى الآن وهو يخضع للعلاج بمستشفى ’شعاري تسيدق‘ وتوصف حالته بالخطيرة للغاية بكافة أنحاء جسده، والحديث عن حروق قوية وإصابات خطيرة بالجزء السفلي من جسده وهنالك حديث عن بتر أطراف من جسمه. وتقوم الشرطة والأجهزة الأمنية بمحاولة إجراء فحوصات مخبرية للتأكد من هويته.
الفصائل الفلسطينية ’تبارك‘ العملية
ويذكر أن الفصائل الفلسطينية، حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، أصدرت بيانات تبارك العملية وتشد على أيدي من نفذها، ولكنها لم تعلن المسؤولية عن تنفيذها والشخص الذي قام بعملية التنفيذ. وقال الجهاد الإسلامي إن "هذه العملية تثبت أن الإنتفاضة لن تتوقف وهنالك مواصلة للعمل والتنسيق الأمني فشل"، والجبهة الشعبية تحدثت بخطاب أن "العملية تعتبر تحولا بمسار الإنتفاضة"، وقالت حماس إن "هذه العملية هي رد طبيعي على جرائم الإحتلال"، وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية.
’وضع محقون للغاية‘
وتحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم عن هذا الموضوع مع المحلل والصحافي هاني المصري، حيث قال: "لا يمكن اعتبار ما حدث، على الأقل حتى الآن، بأنه تطور جديد نوعي، والمحاولات لتنفيذ عمليات مستمرة ولا تنقطع، والجديد هو نجاح هذه العملية، وهذا يدل على أن الوضع محقون للغاية وقابل لمثل هذه العمليات وممكن أن تتصاعد أو لا تتصاعد، ولكن من الصعب أن تحصل بين الفترة والأخرى لأنه لا يوجد أفق سياسي وهنالك اجراءات اسرائيلية مستمرة لتوسيع الإستيطان وتهويد وأسرلة القدس والإعدامات الميدانية وإقرار القوانين العنصرية وهدم المنازل والإعتقالات والتهديدات بالهجوم مرة أخرى على قطاع غزة واستمرار حصار قطاع غزة، كل هذه الإجراءات تشحن الأجواء".
وأضاف المصري: "أما بالنسبة لعدم تبني الفصائل للعملية، فإن الفصائل منذ بدء الموجة الإنتفاضية الجديدة في الأول من أكتوبر الماضي وهي تبارك ولا تقوم بعملية تبني لهذه العمليات وذلك لأكثر من سبب، لأنه في الواقع العمليات بغالبيتها تمت بشكل فردي وبدون قرارات مركزية، وهذا يعكس أن الهوة بين الشعب والأفراد من جهة وبين القيادة والقوى من جهة أخرى كبيرة وتتزايد، وأن القيادة لم تعد قادرة على تقديم بديل عملي مقنع سياسي أو كفاحي يجعل الشعب الفلسطيني يسير وراءه، وهذا الأمر اذا تبقى يمكن أن يؤدي الى نتائج وخيمة يمكن أن يكون من ضمنها الإنزلاق الى الفوضى والإنزلاق لمواجهة بدون استراتيجية وبدون مرجعية وبالتالي هذا سيكون له عواقب كبيرة".
وتابع المصري: "منذ دخول حماس للسلطة الفلسطينية أصبحت مسألة حماية السلطة واستمرار قيادتها للسلطة تدخل بصميم حساباتها، وبالتالي لا يمكن أن تذهب باتجاه مواجهة أو إعطاء اسرائيل ذريعة لمواجهة بدون حساب، وخاصة أن الرسائل التي ترسلها حماس منذ أشهر طويلة هي أنها لا تريد مواجهة خاصة في قطاع غزة مع الإحتلال الإسرائيلي. هذا الأمر يمكن أن يكون يناسبه عدم تبني العمليات التي تجري بالضفة الغربية مع أن حماس لا تستطيع أن تنأى بنفسها كليا لأنها بذلك ستسقط الورقة الرابحة التي بيدها وهي أنها تدعم خيار المقاومة ولا يمكن أن تكون تدعم خيار المقاومة ولا تقاوم، وبالتالي يمكن أن يكون الأمر مقاومة موسمية أو تستخدم بشكل تكتيكي وليس كإستراتيجية كاملة".
تحليل عسكري
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع المحلل العسكري عاموس أريئيل، حيث قال: "يجب النظر للأمر بشكل نسبي، فيعد أن رأينا أن هنالك انخفاض بنسبة العنف بالأشهر الثلاثة الماضية وبانخفاض المظاهرات والعمليات الفردية، يأتي هذا الحادث ويذكر لنا الفترة ما قبل 12 عاما عندما كانت فترة العمليات التفجيرية الكبيرة خلال الإنتفاضة الثانية".
وتابع أريبئيل: "ذكر أمير حسون اليوم في صحيفة ’هآرتس‘ أنه على الرغم من اندلاع النيران داخل الباص إلا أن سقف الباص بقي مكانه، وهذا يعني أن العبوة الناسفة ليست متطورة بل شيء تم صنعه، وكما هو معلوم من السهل جدا اليوم تعلم كيفية صنع عبوة عن طريق الإنترنت لكنها ليست مثل التفجيرات التي شهدناها قبل 12 و14 عاما حيث عملت شبكات حماس مع مهندسي أسلحة الذين كانوا يعلمون كيفية صنع العبوات".
وقال أريئيل: "نأخذ على سبيل المثال العملية التي قامت بها الشابة من كفرقاسم، حيث قامت بطعن سيدة يهودية بالمنطقة الصناعية في راس العين، يتضح من لائحة الإتهام أن الشابة حاولت أيضا تركيب عبوة ناسفة بمساعدة تعليمات على الإنترنت ولكنها لم تنجح بذلك وقامت بعملية طعن. المعلومات موجودة بشبكة الإنترنت، ولكن إمكانية ترجمة المعلومات للواقع وصنع العبوة فهو أمر أصعب وبحاجة لترتيبات معينة".
وتابع: "ترجح الشرطة أن المصاب بجروح خطيرة هو شاب فلسطيني وهو منفذ العملية، ومن الممكن أنه أراد تنفيذ عملية انتحارية ولم ينجح ومن المرجح أيضا أنه حاول وضع عبوة ناسفة والهروب من المكان إلا أنه لم ينجح بذلك".