بدأ الرئيس الأمريكي براك أوباما بجمع عتاده الشخصي كما أنه يقوم برحلات وجولات على مستوى العالم ليودع الحلبة السياسية الدولية مع اقتراب نهاية الولاية الثانية ليغادر البيت الأبيض، وهنالك من يقول إن أوباما وضع بصمة بالحياة السياسية الأمريكية فقط من خلال وصوله كرئيس أسود للبيت الأبيض، ولكن على المستوى الخارجي لم يضع أية علامة مميزة ولم يترك أي أثر كبير وهنالك نقاش حول الحلبة السياسية الداخلية بالولايات المتحدة خاصة وأنه استلم إدارة شبه مريضة وكذلك حالة اقتصادية صعبة للغاية بالولايات المتحدة وظروف سيئة على مستوى المواطنين، وهنالك حديث أن الأجواء على المستوى الداخلي تحسنت وأصبحت أفضل بكثير عما كانت عليه مسبقا.
وصرح أوباما يوم أمس في ألمانيا قائلا: "نحن بوضع جيد جدا على مستوى العالم، ولو سئلت بأي فترة أريد أن أعيش لاخترت هذه الفترة تحديدا".
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم عن هذا الموضوع مع النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، حيث قال: "أوباما يتحدث عن جزء من العالم الذي يعيش فيه هو على حساب شعوب العالم، وهو يهنأ على حساب هذه الشعوب. اذا سألت أي انسان بالشرق ما هي السنوات الأسوأ على الإطلاق لقال إنها هذه السنوات التي نعيشها، وهذا ما يحدث بالشرق، لذلك واضح أن جواب أوباما مجزوء وفيه تسويق لفترة ولايته، وهو يقول أنه حقق بعض الإنجازات مثل السلاح النووي مع ايران ومثل الصلح التاريخي مع كوبا وبعض الأمور المحلية، وبالنسبة له العالم جيد".
وأضاف عودة: "أمريكا هي التي تعبث بالمنطقة وهي ليست مسالمة وحيادية بل هي المساهم الأكبر بتخريب الوضع لصالحها ولصالح قضاياها. وحتى القضية الأكبر والأهم والأكثر عنفا بالشرق والتي لها اهتزازات دائمة وهي قضية فلسطين فإن أمريكا ليست فقط ترى بل إنها مساهم أساسي بعدم حل هذه القضية وكل ما يقال هو كذب عن حل الدولتين وموقف أمريكا المناقض لنتنياهو وهذه كلها أمور خارجية، وأمريكا بنهاية المطاف هي المستفيد الأكبر من عدم السلام بالشرق، وهي تبيع اسرائيل مليارات الشواقل والأسلحة وكذلك السعودية وعدة دول وهي مستفيدة من هذه التفرقة، ففي حال وجود سلام وعلاقات بين كل شعوب المنطقة فإن أمريكا تكون الخاسر الأكبر. أمريكا هي المستفيد الأكبر اقتصاديا من عدم وجود سلام".
وحول لقائه مع بان كي مون، قال عودة: "النضال الأساسي هو هنا بالوطن وليس بالولايات المتحدة، النضال الأساسي هو النضال الشعبي تحديدا، البعد الثاني هو بناء جسور مع قوى عاقلة بالمجتمع اليهودي والبعد الدولي هو البعد الثالث ولكنه منصة إضافية، فلنطرق هذه المنصة ونتحدث من خلالها خاصة أن العالم عبارة عن قرية صغيرة اليوم، وعندما يسمع العالم عن انتهاكات بالضفة الغربية فهنالك شيء باللا وعي أن هذا الموضوع مؤقت لأن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم، فماذا تقولون عن انتهاكات داخل اسرائيل؟ هل هذا وضع مؤقت؟ ماذا يعني أن اسرائيل قامت ببناء 700 تجمع سكاني منذ العام 1948 كلها لليهود وصفر للعرب؟ ماذا يعني أنه يوجد ببلادنا 941 تجمعا سكانيا ممنوع للعرب السكن فيه؟ مسموح لي السكن بكل مكان في أمريكا وأستراليا وأفريقيا وآسيا ما عدا في وطني، فهنالك 941 بلدا ممنوع أسكن فيها، وكذلك القرى غير المعترف فيها وأم الحيران، وأنا طلبت لجنة تقصي حقائق حول ما أقوله إن كان صحيحا أم لا".
وقال عودة: "هنالك انتهاكات بنيوية، فالدولة أقيمت بالأساس كدولة لليهود وليس لكل المواطنين وإنما على حساب المواطنين العرب، الشرعية السياسية تستمد بإسرائيل من البُعد القومي وليس من البعد المدني لكل المواطنين، فخطاب نتنياهو يوم الإنتخابات وتحريضه الدائم ضدنا ونزع الشرعية عنا فإن هذا جزء من كل الأمر، والبعد التخطيطي الذي يتجاهل العرب كليا هو أمر مهم، وقضية المهجرين والقرى غير المعترف بها. هذه الأمور يجب أن تصل للعالم، واسرائيل لا تستطيع أن تسوق نفسها كدولة ديموقراطية وهي تنتهك بفظاظة أبسط الحقوق لأهل البلاد الأصليين، وهذا الأمر يجب أن يكون معروفا لدى العالم".
استمعوا للقاء الكامل: