تابع راديو الشمس

عندما يجتمع الحصار والقهر والفقر.. احتراق ثلاثة أطفال من عائلة فلسطينية

عندما يجتمع الحصار والقهر والفقر.. احتراق ثلاثة أطفال من عائلة فلسطينية
قال الصحفي محمد عبد الله لإذاعة الشمس: ’يوميا على مدار العشرة اعوام فقدت أكثر من خمس عائلات مختلفة أطفالها نتيجة استخدام الشمع خلال فترة فصل التيار الكهربائي‘.

حصار غزي اعتادت وسائل الإعلام تناقل مضارّه، بالوقت الذي لم يستطع الغزيون الإعتياد عليه، ينهار بسببه الإقتصاد شيئا فشيئا، وترتفعُ نسب الفقر بالمنطقة المُحاصرة بالمعابر المُغلقة والظلمة والعتمة التي يخلفها انقطاع الكهرباء المستمر.

بالقرب من بحر غزة، وفي أكثر مخيماتها فقراً، تحديداً في مخيّم الشاطئ غرب قطاع غزة، أنارت أُمّ لأربعة أطفالٍ عتمة المنزل بشمعة فقيرة، فأطفأت البلاد بحادثٍ مُروع، أودى بحياة ثلاثة من أبنائها، وترك الرابع في المُستشفى كشاهدٍ لا يُؤخذُ بشهادته على الحدث.

ثلاثة من أبناء محمد الهندي لقيوا حتفهم يسرى (3 اعوام)، رهف (عامين) وناصر (شهرين)، بينما بقي شقيقهم الأكبر مهند (8 أعوام)، كانت فسحتهم الوحيدة شاطئ غزّة، يلعبون برماله ويتراشقون مياهه ليتناسوا باللعب جوعهم الذي اعتادوه بسبب الحالة المعيشية الصعبة.

عن تفاصيل الحادثة المأساوية تحدثت إذاعة الشمس مع الصحفي محمد عبد الله من غزة، حيث قال: "عشرة أعوام عمر هذه الشمعة، عشرة أعوام من الحصار، طول فترتها الزمنية اليومية أربع ساعات بعرض 12 ساعة قطعا للكهرباء. هذه الشمعة المأساوية التي اعتاد عليها الشعب الفلسطيني خلال عشرة أعوام. يوميا على مدار العشرة اعوام فقدت أكثر من خمس عائلات مختلفة أطفالها نتيجة استخدام الشمع خلال فترة فصل التيار الكهربائي".

وتابع عبد الله: "قد يتسائل الجميع لماذا يستخدمون الشمع؟ وأنا سألت نفسي نفس السؤال لأنه تقريبا منذ سنتين قل استخدام الشمع بسبب التحذيرات، ولكن مع الفقر المتزايد والبطالة المتزايدة ومع الحصار المتزايد من أين للهندي ولزوجته أن يشتروا شواحن للكهرباء؟ واذا تلطف عليهم أحد بهذه الأشياء التكنولوجية فإنها بعد عام تتهالك لان عمرها الزمني عام واحد، ويضطر الرجل أن يشتري الشمع".

وتابع عبد الله: "البيت الذي تسكن به العائلة يقع بمخيم الشاطئ، وهو أكثر المخيمات الصعبة في قطاع غزة، ولا تتجاوز مساحة البيت 40 مترا مربعا، وهو مكون من غرفة وصالة التي فيها مطبخ عبارة عن طاولة صغيرة ومغسلة والمراحيض أسفل الدرجات. لا يمكن لأي شخص أن يعيش بهذا الوضع، المرأة بسيطة جدا تعيش على الكفاف وهي راضية جدا بالحياة".

وعن وضع الأب والأم بهذه اللحظات المأساوية، قال عبد الله: "الأم ما زالت بحالة هستيرية، وعند محاولة الحديث معها ترى انها ليست بوعيها وغائبة تماما عن تقبل وتفهم ما يحدث حولها وذلك من هول الصدمة وهذا أمر طبيعي. عند النظر الى عيني الأب تجد أنه ليس شاحبا وأصفرا فقط، بل تجد أنه حاضرا بجسده فقط أما بعقله وعينيه فهو ليس معك".

استمعوا للقاء الكامل:

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول