تحدثت إذاعة الشمس عن هذا الموضوع صباح اليوم مع الدكتور ريكي تيسلر، حيث قالت: "الكتاب سيء، حيث أنه بالأخص اليوم مع زيادة خطابات الكراهية والعنف والعنصرية بالمجتمع يخرج هذا الكتاب الذي يضر بعدة مجموعات وليس فقط العرب بل أيضا الليبراليون والشرقيون والأحرار والعلمانيون. بدلا من أن يقوم الكتاب ببناء مواطنة مشتركة ويتحدث عن المساواة فإنه يقوم بالعكس، لذلك فهو كتاب سيء".
وأضافت تيسلر: "جاء بالكتاب أن الديموقراطية هي أن متخذي القرار هم مؤسسات الدولة وممثلي الجمهور، وهذا يعني أننا لا نتحدث عن حكم الشعب كأساس ديموقراطي الذي يوجد به أكثرية وأقلية بل الحديث عن قرار الأغلبية، يقومون بحذف الديموقراطية الليبرالية والحديث عن دولة عرقية قومية، وجاء أيضا أن لهذه الأغلبية سلطة لانتهاك الحقوق".
وعن ذكر العرب في الكتاب، قالت تيسلر: "هنالك انعكاس غريب جدا، حيث أن اللغة لطيفة وهنالك تصوير وردي لهم وكأنه لا يوجد هنالك تمييز. تم تقسيم العرب لمجموعات: مجتمع عربي فلسطيني ومجتمع آرامي مسيحي ومجتمع درزي. الطالب يفهم أمورا بسيطة جدا، فإذا قلنا له أن الدروز يخدمون بالجيش ويساهمون بالدولة فسيفهم أنهم جيدون، واذا قلنا له أن المسيحيون لا يريدون الإعتراف بهم كعرب وأنهم يخدمون بالدولة فسيفهم أن هنالك أيضا عرب جيدون، ويتم تصوير العرب كعدو ومساهمتهم للدولة محدودة".
وكان لإذاعة الشمس حديث آخر مع الدكتور أيمن اغبارية، حيث قال: "كانت لنا مشكلة مع النسخ الأسبق من الكتاب، ولكن حقيقة فإن هنالك تغييرا جذريا. أنا موجود خارج البلاد في مدين فيينا وقد تم تسريب جزء من الفصول وقد قرأتها، هنالك انتقال من حديث عن مواطنة في دولة اسرائيل الى الحديث عن مواطنة في أرض اسرائيل، هنالك حديث عن الطابع اليهودي للدولة الى الطابع اليهودي الصهيوني للدولة".
وتابع الدكتور اغبارية: "هذه تغييرات جذرية وهي تعكس التيارات المركزية اليوم والعمق بالمجتمع الإسرائيلي، وهي تيارات ضاربة وآخذة بالتنامي نحو العنصرية ونحو التمييز والإقصاء، ولكن أن تجد لها هذا الإنعكاس المباشر والفاضح والفج بكتاب الذي من المفروض أن يقدم للطلاب صورة لكيف يمكن أن نعيش. كتاب المدنيات من المفروض أن يعلم الطالب أن يحب وطنه وأن يعلمه أن وطنه يحبه، ولكن هذا الكتاب يصنع قطيعة بالذات عند الطالب العربي من كل هذه المواضيع، وهذا انتقال مقلق على موضوع أننا نعيش بأرض اسرائيل واستخدام المصطلحات الجغرافية، وهنالك مثال أن التأسيس أو التسويغ لإقامة دولة اسرائيل هو ليس فقط تسويغ عبر وثيقة الإستقلال".
وأضاف الدكتور اغبارية: "من يراهن على تغييرات بالمدى القريب بوزارة التربية والتعليم بأنها ستقوم بمراجعة هذا الكتاب فإن هذا الموضوع صار محسوما، الرهان الوحيد هو على المعلم العربي - المعلم الفلسطيني بالداخل، وأنا من بحث أجريته مع المعلمين أستطيع القول أن هنالك الكثير من المعلمين الناضجين ذوي رؤية من معلمي المدنيات وهم ينتجون ثقافة ممانعة مضادة".
استمعوا للقاء الكامل: