تابع راديو الشمس

تهميش اللغة العربية في مكتبات "نتسيرت عليت"

تهميش اللغة العربية في مكتبات
المحامية نسرين عليان للشمس: "تم الحصول على قرار من المحكمة بإدراج اللغة العربية مع منح البلدية الوقت المطلوب لوضع الميزانيات والمخطط للقيام بذلك ".
بعد ان عقدت عدة جلسات في الالتماس الذي قدمته جمعية حقوق المواطن ضد بلدية نتسيرت عليت في موضوع ادراج الكتب والخدمات باللغة العربيّة في مكتبات المدينة، أقرت محكمة الشؤون الادراية في الناصرة محو الإلتماس بعد استيفائه المسار القضائي، والتزام البلدية بالاستمرار بدمج الكتب العربية في مكتباتها العامة.
 
يأتي هذا القرار بعد محاولات  متكررة لبلديّة نتسيرت عيليت للتهرب من تنفيذ التزاماتها اتجاه مواطنيها العرب بشتى الوسائل، اما عن  طريق وضع بعض الرفوف مع قلّة قليلة من الكتب في المركز الجماهيري في حي الكروم، وامّا عن اعلان نيتها اقامة مكتبة عربية في نفس الحي بدون أي خطوة فعليّة نحو التنفيذ. لكن اصرار الأهالي وجمعية حقوق المواطن أجبر البلدية اخيرًا على دمج الكتب العربية في مكتبة "جرين" في حي هار يونا، واجراء برامج تربوية خاصة للأولاد العرب في هذه المكتبة.
 
وقد نجحت جمعية حقوق المواطن باجبار البلدية بالالتزام بتطوير هذه البرامج واضافة المزيد من الكتب وقصص الاطفال باللغة العربية في مكتباتها، لتقليص الفجوات في هذا المجال. وكانت جمعية حقوق المواطن قد قدمت هذا الالتماس باسم العديد من اهالي نتسيرت عليت العرب، وقامت بالعديد من الاجراءات والمراسلات مع البلدية ووزارة الثقافة، ورفضت التوجه العنصري للبلدية في حصر الخدمات المقدمة للقراء والاطفال العرب في مكتبة صغيرة، وعدت باقامتها في حي الكروم، وأصرت على تقديم كافة الخدمات ودمج الكتب وقصص الاطفال والمواد التعليمية والتربوية باللغة العربية في جميع المكتبات العامة في نتسيرت عليت.
 
وكانت جمعية حقوق المواطن قد قدمت التماساً إدارياً لمحكمة الشؤون الادارية في الناصرة بإسم مواطنين عرب ضد بلدية نتسيرت عيليت ووزارة الثقافة والرياضة، في نهاية آذار من العام الماضي 2015، مطالبةً إياهم بتوفير كافة الخدمات المكتبية المتاحة في المكتبات العامة في المدينة للمواطنين العرب بلغتهم الأم، بواسطة شراء الكتب والمجلات وشتى وسائل المعرفة الرقمية  بكمية لا تقل من حيث الجودة والمضمون من المجموعات القائمة في المكتبة في لغات أخرى، منها العبرية والروسية. كما طالب الالتماس بإضافة اللغة العربية الى مصادر المعلومات وخدمات البحث الالكترونية، وفي محطات البحث وعلى لوحات المفاتيح في الحواسيب. بالإضافة الى المطالبة بتفعيل برامج وفعاليات تربوية واجتماعية وثقافية باللغة العربية مثل المحاضرات والندوات وحلقات النقاش، و”ساعة قصة” للأطفال والدورات التثقيفية، وخدمات الاستشارة ومساعدة طلاب المدارس في تحضير واجباتهم المدرسية.
 
وتضمن الالتماس الذي قدمته المحامية نسرين عليّان والمحامي عوني بنا من جمعية حقوق المواطن، انّ المكتبة العامة في نتسيرت عيليت أقيمت في العام 1990 في المركز الجماهيري “بركوفيتش”، فيما أقيم خلال السنوات الماضية فرعان اضافيان، أحدهما في مدرسة “كسولوت” بناءً على طلب جمهور القراء الناطقين بالروسية، وتم تدشين الفرع الآخر عام 2010 عند اقامة المركز الجماهيري على اسم “جرين” في حي “هار يونا”. وتحتوي المكتبات على 70 ألف كتاب ومجلة في مجالات عدة وبلغات مختلفة، منها العبرية والانجليزية والروسية وحتى الاسبانية والفرنسية، والى حين تقديم الالتماس لم يكن هناك ولا كتاب واحد باللغة العربية.
 
وعقبت المحاميه نسرين عليان مقدمة الالتماس، والتي مثّلت اهالي نتسيرت عيليت العرب قائلة: نحن سعداء طبعًا من التغيير الذي حصل اثر الإلتماس بإدراج اللغة العربية في منظومة المكتبات العامة في بلدية نتيسرت عليت، وادخال الكتب العربيّة الى مكتبة "جرين" وتوفير الخدمات المكتباتيّة باللغة العربيّة. لكن، وفي نفس الوقت نحن نعتقد بأن التغيير الذي حصل حتى الان لا يكفي، وكان على بلديّة نتسيرت عيليت الالتزام بإدراج الكتب والخدمات باللغة العربية في كل مكتباتها العامّة كي يحصل المواطن العربي على نفس الخدمات التي يحصل عليها جاره اليهودي في نتسيرت عيليت، ونحن سنتابع هذه القضيّة حتى نحصل على المساواة التامّة في هذا المجال. انها خطوة في الاتجاه الصحيح وسنتابع عمل البلدية في هذا الخصوص لنتأكد من استمرار التزامها بما تعهدت به أمام المحكمة.

وفي حديث صباح اليوم الأربعاء للشمس مع المحامي نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن حول المطالبة بوجود اللغة العربية في مكتبات نتسيرت عليت وتقدم الالتماس قالت: "لقد تقبلنا توجه من سكان نتسيرت عليت العرب بالنقص الفادح في كتب اللغة العربية في المكتبات الثلاثة الرئيسية العامة، وانعدام وجود كتب باللغة العربية وعدم اعتراف بلدية "نتسيرت عليت" بتواجد العرب، وقمنا بالتوجه للبلدية بمراسلات لمدة أكثر من عام ونصف العام ولم نتلقى اية ايجابة، وبعد ذلك تم تقديم التماس إلى المحكمة المركزية في بلدية "نتسيرت عيليت" وبعد تقديم الالتماس بدأت البلدية بوضع خطه معينه بداية قامت بوضع بعض الرفوف وبعض الكتب في النادي".

كما واضافت قائلة: "المكتبات اليوم هي ليست فقط كتب فالمكتبات اليوم هي اماكن للبحث، أماكن للدراسة،القيام بدورات توعوية، مساعدة الأطفال بالقيام بواجباتهم البيتية، فنحن لا نتحدث عن استعارة كتاب مثل المعتاد عليه سابقا، والمكتبات في "نتسيرت عليت" متطورة ولكن السؤال لماذا لا يمنحون العرب ما يمنحونه لليهود".

تابعت المحامية نسرين عليان حديثها للشمس: "وبعد تقديم الالتماس كان هنالك تغير جدري فقد تم اضافت الكتب وتغير أجهزة الحواسيب وادخال اللغة العربية على محرك البحث لأحد المكتبات الكبيرة وهي مكتبة رئيسية وطبعا الالتماس طلب ادخال اللغة العربية في باقي المكتبات وهنالك مخطط لدمج اللغة العربية بكافة المكتبات، ولكن في المرحلة الحالية نحن فقط في بداية الطريق وحاليا تم الحصول على قرار من المحكمة بإدراج اللغة العربية مع منح البلدية الوقت المطلوب لوضع الميزانيات والمخطط للقيام بذلك".

للاستماع للمقابلة كامله

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول