تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع الدكتور عادل مناع، وهو باحث ومؤرخ وخبير بالتاريخ الشفوي، حيث قال: ’رغم أننا نظن أنه لم يبق شيء لم يدون إلا أن الحقيقة أن هنالك الكثير مما لم يدون عن نكبة عام 48 وما بعدها‘.
قال الدكتور مناع: "صار معروفا أن النكبة بدأت منذ العام 48 ولم تنته العام 48 وهي قائمة حتى الآن، لكن كتابي الجديد الذي صدر قبل خمسة أيام فقط عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت وفي رام الله والذي يعالج الفترة منذ العام 48 وحتى 56 يبّن مثلا أن قضية طرد السكان اذا كان من حيفا والجليل أو اذا كان من أماكن أخرى استمر حتى أواخر الخمسينات، بمعنى أن طرد السكان والتهجير والإقتلاع لم يبدأ وينته عام 48 أو حتى 49 وإنما استمر حتى 56 في الجليل وحتى عام 59 في النقب".
وأضاف الدكتور مناع: "هنالك مسائل كثيرة أخرى يعالجها هذا الكتاب ويظهرها ويبين أن الكثير من الحكايات عن النكبة نعرفها محليا، فمثلا أهل عيلبون يعرفون ما جرى في عيلبون من مجزرة ثم طرد سكان ومجزرة.. الخ، وأهالي مجد الكروم يعرفون ما جرى على ساحة العين من مجزرة ومن ثم طرد السكان بعدها بعدة أشهر، ولكن لم تكتب حتى الآن رواية عن الفترة التأسيسية 48 - 56 وأعني رواية تاريخية وليس رواية أدبية تؤرخ لهذه الفترة التأسيسية ولذلك ما زال هناك الكثير لتدوينه وتوفيره بهذه الفترة".
وتابع الدكتور مناع: "كتابي اسمه ’نكبة وبقاء‘، يتحدث عن الباقين وليس عن المهجرين أو الذين هُجروا ونجحوا بالعودة، مثلا أهالي عيلبون هُجروا ووصلوا الى لبنان لكنهم نجحوا بالعودة خلال عدة أشهر الى عيلبون وكما نعرف فإن عيلبون قائمة بأهلها وسكانها، وهكذا مع مئات المهجرين من مجد الكروم الذين عادوا بطرق مختلفة، وهكذا أيضا بالنسبة للباقين في الناصرة وقراها ومنطقة عكا وغيرها، لذلك حكاية الباقين وحيثيات البقاء وأسباب البقاء والتأقلم مع النكبة ونتائج النكبة وتداعياتها وكيفية العيش كأقلية مهزومة وعالم عربي مهزوم عام 48، كيفية العيش تحت ظل الحكم الإسرائيلي والحكم العسكري بسنواته الأولى الذي كان من أسوأ فترات الحكم العسكري مع نهب الأراضي منذ فترة 48 - 51 هي أكبر عملية نهب للأراضي للباقين أيضا وليس فقط أراضي اللاجئين والغائبون الحاضرون، كل هذه الأشياء دونتها بكتابي ’نكبة وبقاء‘ المكون من 480 صفحة وفيه سبعة فصول ويعالج هذه القضايا بالتفصيل".
وبسؤال عن قرار التقسيم الذي كان بالتاسع والعشرين من نوفمبر ولو قبل العرب آنذاك بهذا القرار، قال الدكتور مناع: "أنا كمؤرخ أقول أنه لم تكن هناك إمكانية للقبول بهذا القرار. هذا يشبه القول أنه لو قبلت أن تقطع يدا واحدة لما فقدت اليدين الاثنتين. نحن نعرف تفاصيل قرار التقسيم الذي أعطى 54% من فلسطين للمهاجرين الجدد والمستوطنين الكولونياليين الذين جاءوا مؤخرا وكانوا أقل من ثلث السكان بينما أعطى 46% من فلسطين لثلثي السكان الأصلانيين.. هذا القرار كان مجحفا جدا، فعدا عن القضية الأساسية وهل يحق لهؤلاء المستوطنين الكولونياليين الذين تعاونوا ودُعموا من بريطانيا أن يؤسسوا دولة لهم على أكثر من نصف أراضي فلسطين؟ وماذا سيجري لهؤلاء الفلسطينيين الذين يعيشون بدولة يهودية؟ وقد جربنا هذا الشيء منذ العام 48 وحتى الآن".
استمعوا للقاء الكامل: