وشارك في هذه الفعالية المتميزة، عددٌ من ممثلي المؤسسات الإيطالية، والسفارات الأجنبية، إضافة إلى خبراء دوليين في مختلف الميادين، والذين قدموا إجابات واضحة، تبين قوة تمسكهم بالمعرفة والحوار والتواجه في الأفكار، في تناول كل ما بقي من قضايا ما تزال تمثل "أشواك" قلق بالنسبة للغرب، وبينها وبشكل خاص: مآلات ما أطلق عليه "الربيع العربي"، وانتشار ظاهرة الإرهاب، وقضية الحجاب في الإسلام.
وفي بداية حفل التقديم، أكد البروفسور فؤاد عودة، وهو الذي يحمل صفة "نقطة إنطلاق" للتكامل في إيطاليا، ممثلا لتحالف الحضارات للأمم المتحدة (UNAoC)، ورئيس جمعية (جالية العالم العربي في إيطاليا- كومايّ)، أكّد على أن "الحديث عن الهوية، شيءٌ، وأمرٌ آخر تناول حرية المرأة. وهنالك نساء عربيات يضعن الحجاب، بهدف تأكيد هويتهنّ بكل حرية، ولكننا لا نستطيع أن نستبعد أو ننكر، وجود أخريات يتعرضن للضغط والإجبار".
وواصل رئيس جمعية (أطباء من أصول أجنبية في إيطاليا- آمسي)، وحركة (متحدون من أجل التوحيد) العالمية، البروفسور فؤاد عودة حديثه في بدء أمسية تقديم كتاب "ذلك الحجاب على وجهك" ووجه ما يشبه النداء، بقوله "هنالك طريق واحدٌ لمنع أي نوع من أنواع الإجتهادات التفسيرية الشخصية للإسلام، التي تسيء للحرية، وهي في نفس الوقت تشحذ وتهيء الأرضية لتوظيف أوضاع العالم العربي والإسلامي، ويتمثل ذلك بالتوصل إلى عقد إتفاق لحرية المعتقد الديني، بين الجاليات العربية والمسلمة الإيطالية، والحكومة الإيطالية، إتفاقٌ يعزز حالة التعايش السلمي، ويضمن الأمن والشفافية الإقتصادية".
وقدم البروفسور عودة الشكر والإمتنان لجميع الحضور، وخص بينهم وكيل شؤون الجامعة العربية في إيطاليا، السيد زهير الزوايري، وسعادة سفيرة فلسطين ميّ كيالي، التي ساهمت بتعميق موضوعة الحجاب قائلةً "في الأراضي المقدسة (فلسطين)، تتسع ظاهرة لبس الحجاب، ليس فقط في اوساط النساء المسلمات، ولكن أيضاً بين النساء المسيحيات واليهوديات، وذلك إحتراماً للتقاليد ولثقافة المنطقة". وشدّدت على أن " ليس هنالك من إجبارٍ أو خضوع. فلبس الحجاب يتم بحرية الإختيار الشخصي، كما أنه ليس حالةً دينية. فوضعه يتم بحرية شخصية، كما يجب أن لا نربط الحجاب بظاهرة الإرهاب، فليس هنالك علاقة بين الحالتين على الإطلاق. خاصة وأن العالم العربي يعاني من جملة من الأحكام المسبّقة".
وفي ختام اللقاء، تحدث العديد من الضيوف الحاضرين عن شهاداتهم، وبينهم على سبيل المثال لا الحصر: الوزير المفوض ومنسق الشؤون المتعددة الأطراف لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط، والشرق الأوسط، في وزارة الشؤون الخارجية الإيطالية، السيد إنريكو غرانارا. وكذلك عضوّ البرلمان عن مجموعة الحزب الديمقراطي الإيطالي، السيد فابيو لافانيو، ومدير الجلسة الصحفي في مؤسسة الراديو والتلفزيون الإيطالي (رايّ)، السيد ماوريتسيو بيجّو. وافتتح اللقاء للتحية والترحيب رئيس الإتحادية الموحِدة للكتاب الإيطالية FUIS، السيد نتالي آنتونيو. وتحدث أيضاً رئيس معهد الدراسات العليا الأورو- متوسطية، السيد جوزيبّي باباليو، ومنسقة قسم الشبيبة والجيل الثاني في جمعية (كومايّ) حبيبة مانا، ومدير صحيفة آلتيرا. كوم على الويب فادي منصور. وأخيراً السيدة إنتصار مصري السكرتيرة العامة لجمعية الصداقة اللبنانية في إيطاليا.