خلال زيارة للنائب طلب ابو عرار، للشاب ميسم ابو القيعان من حورة الذي اعتدى عليه رجال الشرطة قبل ايام في تل ابيب، عبر ميسم عن حقيقة ما حدث، وقال: "كنت اتحدث في الهاتف بالعربية، وأوقفني شابان بلباس مدني، وطلبوا مني بطاقة الهوية، وقلت من أنتم قالوا رجال شرطة وطلبت إبراز البطاقات ليعرفوا بأنفسهم، واصريت على ذلك، وطلبت احضار رجل شرطة بزي شرطي، وجاء المسؤول في السوبر ماركت الذي اعمل فيه وقال لهم بأنني اعمل عنده، الا انهم لم ياخذوا بكلامه ودفعوه جانبا، ووصل عدد من الأشخاص بلباس مدني وأخذوا يضربونني في جميع أنحاء جسمي، تبين انهم رجال شرطة بلباس مدني، ونقلت للمعتقل وانا انزف وأعاني من آلام الضرب، ولم انقل للمستشفى الا بعد ساعات، واخذ رجال شرطة اثناء الإعتقال بتوجيه كلام بذيء لي لا يليق برجال شرطة. ما جرى عمل إجرامي، حيث وقعت ضحية العنصرية".
تجدر الإشارة الى ان ميسم سيقدم اليوم شكوى في وحدة التحقيق مع الشرطة، وقد بين النائب طلب ابو عرار انه أرسل رسالة لوزير الأمن الداخلي طالب فيها بمعاقبة المعتدين، وانه حذّر من اغلاق الملف ضد رجال الشرطة، وذكر انه طرح الموضوع امام الهيئة العامة للكنيست وخلال مناسبات اخرى، وطالب العائلة بعدم التنازل، مؤكدا ان السلطات الرسمية تحاول قلب الأمور بجعل الضحية مجرما، وبين ابو عرار انه سيقف والقائمة المشتركة مع العائلة مبينا ان النواب العرب جلهم مشكورين يقفون الى جانب ميسم ومع الحق.
وفي سياق متصل خصص النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة خطابه في الكنيست امس للحديث عن الاعتداء الوحشي على الشاب ميسم ابو القيعان.
وقال عودة في خطابه ان الاعتداء على ميسم ابو القيعان هو نتيجة الروح السائدة لدى قيادة الشرطة والحكومة، فبعد أن قام رجال الشرطة بضرب ميسم بطريقة وحشية سمعنا كل التصريحات الرسمية التي أكدت بأن الشرطة عملت بحسب التعليمات كما هو متوقع منهم.
وأضاف عودة: كأن الاعتداء على ميسم لم يكن كافيًا، اشتكى وزير "الأمن الداخلي" ان ميسم هو من اعتدى على الشرطة.
وتابع عودة، أن هذه الحكومة التي لم تشكل بعد ستحمل لنا المزيد من الكراهية والعنف والتحريض، وأن انضمام ليبرمان سيرسخ الخطاب العنصري في الحكومة وفي الشارع. وان البشرى المركزية التي يجلبها رئيس الحكومة للمواطنين هي العنصرية والكراهية.
وأكّد انه مقابل كل هذه الاجواء يوجد بصيص أمل، وهو الأشخاص الذين دافعوا عن ميسم ورافقوه الى المستشفى ويرافقون عائلته حتى اليوم. كذلك الأشخاص الذين تظاهروا في نفس ليلة الاعتداء ضد العنف والتحريض والكراهية.
وفي أعقاب خطاب النائب عودة، وبعد ذلك الرد من الوزير جلعاد اردان، نشب نقاش حاد بين النائب عودة وبين اردان وزير الأمن الداخلي، أسفر عن اخراج عودة من قاعة الهيئة العامة، وهذه المرة الأولى التي يُخرج بها النائب عودة من الهيئة العامة. وقال عودة أن مدى كذب الوزير، وصور شهداء أكتوبر ٢٠٠٠ والضحايا العرب الذين قتلوا على يد الشرطة، وأخيرًا الاعتداء على ميسم أبو القيعان، كلها مشاهد مرّت عليّ وجعلت من كذب وعنصرية أردان أمرًا مفجرًا للأعصاب.