نقف عليها مطوّلا نتأمل نفكر، والسؤال الذي يطرح نفسه: " وماذا بعد؟ ومتى ستنسدل الستارة على هذه المسرحية ذات المشاهد الحزينة التي تعيد نفسها؟ وهل هذه الكلمات وغيرها ممّا أسطر وغيري من أصحاب الأقلام ستلاقي آذانا صاغية وسيتحرك ضمير البشرية؟!
حتى انت أيها البحر لم تعد آمنا وامواجك الصاخبة، الغدارة والعنيفة لم ترحم هذا الطفل الذي لم يتجاوز عامًا، هرب مع ذويه من ساحة الحرب والدار ليبحث كغيره عن بر الأمن والأمان، فأغرقته وقطعت أنفاسه وأسكت خفقات قلبه الصغير وحرمته أيام الطفولة وأمه لضمه لصدرها، وقذفت بجثته البريئة الى رمالك الحريرة لينام نومته الأبدية.
هل اشعة الشمس الحريرة التي تلألأت على تقاسيم وملامح وجهه وعينيه الذابلتين ستبشر لنا قريبا ببزوغ فجر جديد يحمل في طياته الأمل والآمال والاستقرار ووضع حد لمشاهد إراقة الدماء وانتهاك حرية وحرمة العزل لينعم الجميع بسلام عادل؟
اللهم لا تحرم سعة رحمتك وسبوغ نعمتك ، وشمول عافيتك وجزيل عطائك إنك سميع مجيب...