انطلقت في فرنسا الخميس الاحتفالات بكأس الأمم الأوروبية 2016 التي تستقطب اهتمام العالم وتبدأ غدا، بحفل موسيقي ضخم قرب برج إيفل في باريس، رغم ما تشهده البلاد من توتر اجتماعي نتيجة إضرابات ومطالب اجتماعية، والمخاوف السائدة من احتمال حصول اعتداءات.
وعشية المباراة بين فرنسا ورومانيا التي ستفتتح بها كأس الأمم الأوروبية، سيكون الحفل الموسيقي المجاني الذي من المتوقع أن يحضره 80 ألف شخص، بمثابة اختبار لقوى الأمن التي أعلنت أعلى درجات الاستنفار في صفوفها.
وقال الموسيقي دافيد غيتا، مؤلف النشيد الرسمي لكأس الأمم الأوروبية 2016 والذي تتصدر صورته ملصق السهرة، "أرفض أن أفكر في الخطر". وأضاف في تصريح لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية "لا أريد أن أغير عاداتي على إثر ما حصل في باريس"، في إشارة إلى اعتداءات تشرين الثاني/نوفمبر الدامية في العاصمة الفرنسية.
وهو يردد ما قاله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي رفض "الوقوع تحت تأثير الخوف" باحتمال حصول اعتداءات، مع إقراره بأن التهديد "موجود" بالتأكيد.
هولاند يعد باتخاذ التدابير اللازمة
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس أن "الدولة ستتخذ كل التدابير اللازمة" لمواجهة الإضرابات التي تسبب اضطرابات في البلاد عشية افتتاح المباريات، داعيا "كل شخص إلى تحمل مسؤولياته".
وأضاف، في وقت حذر فيه سائقو القطارات المتجهة إلى ستاد دو فرانس حيث المباراة الافتتاحية بين فرنسا ورومانيا أنهم سيشاركون بكثافة في الإضراب، "سأكون في غاية الحذر واليقظة. وغدا، إذا كان من الضروري أن تكون هناك قرارات، فسيتم اتخاذها".
وتابع "مما لا شك فيه أنه سيتم توفير الخدمات العامة وأن الدولة ستتحمل كافة المسؤوليات". مضيفا "إذا كان يجب على الدولة القيام بواجبها، فإنها ستتخذ جميع التدابير اللازمة من استقبال واستيعاب ونقل، للتأكد من أن المباريات ستجري في ظل ما يتطلبه الأمن من ظروف".
وأشار "لكن في الوقت نفسه، يجب على أولئك الذين ينشطون في التحركات تحمل مسؤولياتهم أيضا".
مخاوف أمنية وتوتر اجتماعي
ومنذ أسابيع، ترتفع أصوات في فرنسا، وخصوصا في صفوف المعارضة اليمينية، للإعراب عن القلق بالنسبة إلى الأمن في "مناطق المشجعين" المغلقة التي يستطيع فيها هواة كرة القدم متابعة المباريات على شاشات عملاقة.
ومن أجل بسط الأمن في هذه الأماكن وفي ملاعب المدن العشر المضيفة، سينتشر 90 ألف شرطي ودركي وموظف أمن في شركات خاصة طوال فترة البطولة من 10 حزيران/يونيو إلى 10 تموز/يوليو.
وأكد سكرتير الدولة لشؤون الرياضة تييري برايار أنه سيحظر نقل وقائع مباريات كأس أوروبا 2016 على أرصفة الحانات، "لأن قوى الأمن غير قادرة على تأمين هذه الأمكنة".
وتضاف إلى هذه الأجواء المقلقة، حركة الاحتجاجات المتواصلة على إصلاح قانون العمل الذي طرحته الحكومة الاشتراكية مطلع السنة.
ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، تتزايد التظاهرات والإضرابات من أجل حمل الحكومة على سحب مشروع القانون الذي ينص على ساعات عمل إضافية وتحديد سقف تعويضات الصرف التعسفي واحتمالات تسريح لأسباب اقتصادية.
وعلى الرغم من التحسن الملحوظ صباح الخميس على الحركة على كبرى خطوط السكك الحديد، ما زالت رحلات القطارات تواجه عرقلة ناجمة عن إضراب عمال السكك الحديد.