وقعت بالأمس كارثة في منطقة النقب، حيث لقي طفلين شقيقين مصرعهما اختناقا داخل سيارة تعود لوالدهما الذي يعمل كمدرس بالمنطقة وهو من سكان بلدة دير الأسد.
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم مع السيد عبد السلام أسدي، حيث قال: "نعزي أنفسنا والجميع على هذا المصاب الأليم، ونأمل أن تكون هذه الحادثة خاتمة أحزان الجميع، وهذه الحوادث تتكرر بشكل عام من سنة الى أخرى خاصة عند الناس الذين يعملون بجد وينسون أهم ما خلفوه وهم أبنائهم".
وأضاف أسدي: "هذه الكارثة هي قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى، ولا نقول إلا ما يرضي الله والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ. ولا يمكن وصف والدي الطفلين من محبة ومراعاة ودراية لأولادهم إلا أنه بالرغم من ذلك فقد حدث ما حدث، والسبب الرئيسي بذلك هو ضغوط الحياة، الضغوط التي عاشها هذين الوالدين خاصة أنهما يعملان في منطقة النقب ويسافران كل أسبوع".
وتابع أسدي: "الوالدان يعملان بالتدريس ويسكنان في مدينة بئر السبع والوالد يعمل في السيد، وهما يعملان في النقب منذ ثلاث سنوات. وصل الوالدين الى البلدة بساعة متأخرة، وتم وضع الأطفال بمستشفى للعجزة في يركا. الجنازة ستكون الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم".
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع السيد نسيم عاصي، حيث قال: "غالبية الحوادث تحدث مع الآباء، فالحادثين الذين حصلا بنصف السنة الأخيرة كانا مع آباء الذين كان أطفالهم برفقتهم بالسيارة. من المهم جدا أن نوضح أن بالإمكان منع هذه الحادثة، ولكن الأمر لا يبدأ وينتهي من خلال وسائل الإعلام بل يجب أن تكون هنالك برامج توعوية وهذا ما ينقصنا بالمجتمع العربي، حيث لا توجد برامج توعوية وكل من يعنى بهذا الموضوع لا يعمل بما فيه الكفاية لرفع الوعي حول كيفية منع هذه الحوادث".
وأضاف عاصي: "الحادثة قد تحصل مع كل شخص ولا فرق بين غني وفقير ومثقف وغير مثقف، حادثة كهذه ممكن أن تحصل مع أي شخص إذا لم يكن مدركا للمخاطر المتواجدة داخل السيارات لكيفية التعامل مع هذه الظاهرة ومنع الحوادث. هذه السلة من الآليات يجب أن تكون بأيدي أولياء الأمور وبأيدي المهنيين للتعامل مع هذه الظاهرة، واليوم تنقصنا هذه الفعاليات لوضع السلة بين أيادي أولياء الأمور والمهنيين وكل من يختص بهذا الموضوع".
وتحدثت إذاعة الشمس كذلك مع الأخصائي النفسي أمجد موسى، حيث قال: "ظاهرة نسيان الأطفال بالسيارات تحدث بالفترة الأخيرة بشكل كبير، بعد أن سمعت بالحادثة المأساوية أمس تأثرت بشكل كبير وبدأت أرى أمورا تتخطى الأبحاث العلمية بالموضوع، ووجدت أن الضغوطات التي يتعرض لها الإنسان من الممكن أن تؤثر بفروقات جندريالية وواضحة بين النساء والرجال، وواحدة من بين الأمور التي من الممكن أن تؤثر عليها أكثر هي تأثيرات حالات التي من الممكن ان تكون أكثر عند الرجال من النساء، وبالإضافة الى ذلك فإن النسيان بمرحلة متأخرة عند الرجال أكثر من النساء، بما معناه أنه ليس صدفة أن غالبية الحوادث تكون أن الأب ينسى أبنائه بالسيارة وليس الأم، وللأمر أساس بحثي ومثبت من ناحية أبحاث علمية بالموضوع".