رفع المواطن منير أبو سمحة من سكان مدينة الناصرة دعوة قضائية ضد برنامج التحقيقات "كولبوتيك" الذي كان يبث على القناة الثانية الإسرائيلية، وضد الإعلامي رافي جينات، وشركة الإنتاج التابعة لجينات، والمحققين في البرنامج "ياعيل دمري، رنين واكد، شاي ايفشمان ورون كوهن"، وشركة "ريشيت ميديا" المشغلة للقناة الثانية، مطالبًا إياهم بتعويضه ماديًا بمبلغ 5 مليون شيكل.
وتعود تفاصيل القضية ليوم 02.12.2007 عندما بثت القناة الثانية تحقيقًا صحفيًا ضمن برنامج التحقيقات الشهير "كولبوتيك" الذي سجل نسبة مشاهدات ضخمة في السابق، ينسب لمنير ابو سمحة وشخص آخر شبهات التحايل على السلطات، وبيع شهادات "إسعاف أولي" لطلاب دون إجتيازهم لدورة تدريب مدتها 44 ساعة تعليمية كما ينص عليه القانون. علمًا انه وفي اعقاب بث البرنامج تم اقتياد ابو سمحة وشريكه الى التحقيق في الشرطة، في حين وجهت بحقهما في وقت لاحق لائحة اتهام إلا انه وبعد جلسات مداولة في القضية، قررت المحكمة اصدار براءتهما.
ويمثل المدعي منير ابو سمحة في هذه القضية المحامي حسام موعد، بحيث كتب في كتاب الدعوى:"ان بث البرنامج بكل ما حمله من أكاذيب وتشهير وأمور ليست صحيحة حول موكلي وانتشاره تسبب بمعاناة كبيرة لمنير الذي اضطر للتوقف عن العمل لفترة طويلة، الأمر الذي اسفر في نهاية المطاف عن تدهور في حالته الصحية والنفسية".
وبحسب لائحة الإتهام التي رفضتها المحكمة والتي سبق وان قدمت ضد ابو سمحة فإن التحقيق كشف حصول اعداد كبيرة من الطلاب على شهادة عبور دورة الإسعاف الأولي دون اجتيازها على أرض الواقع، والتي كان يشترط من قبل وزارة المعارف الحصول عليها من اجل الحصول على شهادة التدريس للعمل في سلك التعليم، بحيث ظهر في الفيديو الشخص الآخر في القضية وهو يفاوض الطلاب ويحصل على مبلغ 400 شيكل على كل طالب مقابل منحه الشهادة دون عناء التعلم، فيما ظهر في التحقيق ان من كان يوقع على الشهادات هو منير ابو سمحة صاحب الشركة المختصة لتنظيم دورات تعليمية في مجال الإسعاف الأولي والمصادق عليها من قبل الوزارات والسلطات المختصة".
وجاءت براءة ابو سمحة بعد سنوات من المداولات في أروقة المحاكم، لتظهر الحقيقة في النهاية وتثبت براءته بحيث كتبت القاضية جني طنوس في قرارها:"انه وبعد فحص كافة الأدلة والقرائن والبينات فأنا على قناعة ان المتهم بريء من كل التهم الموجهة بحقه".
وشرح المحامي حسام موعد الموكل بتمثيل ابو سمحة قضائيًا في كتاب الدعوى بنود النشر الكاذب والتشهير والإهمال الذي شمله البرنامج، بما في ذلك تصوير مقدم الدعوى وكأنه نصاحب محترف ومحتال علمًا ان البرنامج ومحققيه لم يجتهدوا من اجل فحص إدعاءات منير عندما التقوا به بمنزله وصدم كما صدمتهم بالتفاصيل التي نقلوها له.