واصلت شفاعمرو تقليد تبادل التهاني بالأعياد، حيث قام العشرات من الوجهاء وأبناء الطائفتين المسيحية والمعروفية، يتقدمهم رجال الدين ومنتَخبو جمهور بزيارة المعايدة للطائفة الإسلامية أمس الأربعاء، في قاعة الوقف الإسلامي في أجواء احتفالية سادتها الابتسامة وروح التآخي والمحبة، وتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد.
افتتح لقاء المعايدات وأداره، الصحافي حسين الشاعر وكانت الكلمة الأولى للطائفة المضيفة، ألقاها نيابةً عنها الشيخ خالد صباح، فهنأ أصحاب العيد والضيوف جميعاً. وقال: "يتزيّن هذا اليوم السعيد والجميل بهذه الألوان البراقة من كل أطياف هذه المدينة التي تلتقي في كل عيد لنجسد معنى الألفة والأخوة وقيمة التسامح عندما نلتقي لنهنئ بعضنا بعضا". وأضاف: "ودّعنا بالأمس الشهر الفضيل وأقفلنا مدرسة عريقة مكثت فينا 30 يوماً، تفتح أبوابها كل سنة لنكون تلاميذها نتعلم فيها القيم والأخلاق العظيمة لديننا العظيم، نتعلم فعل الخير والعطاء والقيمة الجليلة وهي التقوى وهي سياج امني يذود من خلاله سبحانه وتعالى على من تمثل بها ويحميه من كل الشرور". وتابع: "تعلمنا أيضاً أننا لن نحصّل عفو الله إلاّ إذا عفونا عن بعضنا بعضاً، وإلاَ كنا جميعاً صفاً واحداً متناغماً وجسداً واحداً، أن يشعر الجميع مع الآخر ويشعر الآخر مع الجميع. فالتسامح والمودة والألفة هي التي تحصّل لنا عفو الله سبحانه وتعالى".
وقدم الأب فؤاد داغر تهنئة الطائفة المسيحية بالعيد السعيد، وقال "إننا كرجال دين وعلمانيين مدعوون، كل من موقعه، أن نقدم للعائلة الشفاعمرية الكبيرة شيئاً، ولكل واحد فينا المساحة التي من خلالها يستطيع أن يقدم لهذه المدينة العزيزة". وأضاف: "نختلف في أمور كثيرة، وهذا طبيعي، ونتفق في كثير من الأمور وهذا طبيعي.. فالجمالية والغنى في التعددية والتنوع..ودائماً أقول لأبناء رعيتي ومن خلالهم لأبناء بلدي، لا أستطيع أن أعيش مسيحيتي وإيماني مع نفسي فقط إن لم أتواصل مع أخي المسلم والدرزي..فقط عندها يكون تعبيري عن مسيحيتي صادقاً في علاقتي مع الآخر.. ولا يستطيع المسلم أو الدرزي أن يعيش دينه ومفاهيمه وأخلاقياته مع نفسه فقط."
وألقى الشيخ يوسف أبو عبيد، تهنئة الطائفة المعروفية وقال: "هذا العيد السعيد يتوج شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والغفران، والصوم بمعناه الأعمق هو صوم الإنسان عن المعاصي والموبقات وتهذيب النفس لكسب الفضائل". وأشاد بهذا اللقاء السنوي ومواصلة مسيرة التواصل بين أبناء المدينة الواحدة، "فالعيد هو بالمحبة والتسامح ونبذ الحقد واحترام رأي الآخر..هذه رسالة العيد". وتمنى أن تعود الأعياد وقد حل السلام المنشود ربوع البلاد.
وكانت الكلمة الختامية لرئيس البلدية، الأستاذ أمين عنبتاوي فهنأ بالعيد وقال: إن "الجوهرة في تاج أمنياتنا هي شفاعمرو الأسرة الواحدة، والرجل الواحد..واختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية". وتابع أنه "لا يساورنا شك بأن شفاعمرو، البلد التاريخي العريق بآلاف سنواته وبمعالمه الدينية والأثرية، كانت وستبقى النموذج والمنارة في هذه الألفة وهذا التواصل كأبناء أسرة واحدة.. بلد أثبتنا فيه أن تعددية طوائفه وانتماءاته هي بركة فعلاً..وبمعية الجميع سنرتقي بشفاعمرو إلى المرتبة التي تستحقها وستتحول إن شاء الله إلى مركز لوائي ومنارة". وأضاف أنه "يجب أن نعلّم أولادنا كل القصص التي تؤكد أننا أبناء بلد واحد وشعب واحد.. وأقول اليوم معدّلاً بيت الشعر المشهور: يكفي أنك شفاعمري لأهواك". وتمنى أن يعود الفطر السعيد وجميع الأعياد وشفاعمرو بألف خير.
.