أصدرت الحركة الإسلامية بيان إدانة وموقف شامل من جماعات البغي والعدوان بأسم الدين، وذلك بعد التفجيرات التي هزت المدينة المنورة الأسبوع الماضي.
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم عن هذا الموضوع مع الدكتور منصور عباس، من قيادات الحركة الإسلامية، حيث قال: "لا شك ان البيان الذي أصدرناه يتجاوز فكرة البيان الى ورقة موقف من هذه الجماعات وتحليل أركانها وعناصر وجودها، ولكن هذا ليس البيان الأول الذي نصدره بهذا الموقف وإن كان بشكل مختصر أكثر، ولكن من حيث جوهر الموقف رفض هذه الجماعات وتفكيكها من ناحية فكرية والتعاطي معها كجماعات ضالة كان هذا الموقف بالسابق ببيانات الحركة الإسلامية خلال السنوات الماضية، ولا شك أن البيان الأخير الذي صدر لا يمثل موقفا جديدا إنما تأكيدا للموقف وتوسيع للمفاهيم بالذات الشرعية بالتعاطي مع هذه الجماعات فأعطى شعورا وكأننا الآن فقط اتخذنا هذا الموقف أو أن هنالك تحولا".
وأضاف عباس: "لا شك أن اعتداء هذه الجماعات وانتهاكها لحرم رسول الله عليه الصلاة والسلام يمثل من الناحية المعنوية قفزة بعدوان هذه الجماعات على المجتمعات العربية والمسلمة في بلادنا، لا شك بهذا الأمر وله دلالات كثيرة على كيف تفكر هذه الجماعات. لكن مرة أخرى كإعتبار وكموقف من هذه الجماعات وكإعتبارها جماعات ضالة وكجهد دعوي في مساجدنا في خواراتنا وندواتنا، وكموقف صدر منذ سنوات حول هذه الجماعات لا جديد بهذا البيان، قد يكون هنالك جهدا إضافيا من أجل ايصال هذا البيان لأكبر قدر من الناس ولكن لا شك أن الموقف هو نفسه ونحن منذ البداية شخصنا أن هذه الجماعات تتحدث بأسم الدين والدين منها براء. يمكن الرجوع الى أرشيف بيانات الحركة الإسلامية وسترى فعلا أن موقف الحركة الإسلامية هو موقف متناسق مع نفسه".
وبسؤال عن الموقف الشمولي عن حكومات العالم العربي والإسلامي، قال عباس: "من ناحية البيئة التي ولد فيها هذا الفكر فلا شك أنها تعم معظم الدول العربية والإسلامية إن لم تكن كلها، فهذه البيئة التي نشأت فيها هذه الجماعات. تحدثنا في البيان عن ثلاثة عناصر لوجود هذه الجماعات، لا شك أولا أن الفكر المنحرف النابع من فهم خاطئ لنصوص شرعية ودينية، العامل الأكبر من ناحية وجود البيئة هو واضح وهو فشل الحكومات العربية، والعامل الثالث والمهم بهذا الجانب هو ألا ننسى أن تغول هذه الجماعات ووجودها جاء بعد أحداث كبرى مثل احتلال أفغانستان واحتلال العراق والأزمة في سوريا والحرب الأهلية التي نشأت في سوريا وفشل دول العالم أجمع بالتعاطي مع هذه الأزمة. مثلا داعش هي ولادة لفشل التعامل مع الأزمة في سوريا".
وتابع عباس: "موقفنا في سوريا تلخص بأننا ندعم الشعب السوري في نضاله من أجل العيش الكريم والحرية والكرامة كما خرج الشعب السوري بأول ثورته يطالب بهذه الشعارات كجزء من حراك عربي واسع بما سمي يومها بالربيع العربي، لا يوجد أي تعاطف أو أي تفاهم مع نظام مكث في سوريا حاكما فيها أكثر من 40 عاما وفشل بأن يدافع عن سوريا وينميها. موقفنا من النظام السوري واضح وصريح، فهذا النظام لا يستحق أن يبقى يوما واحدا بعد أن فشل بإدارة سوريا والمحافظة عليها".
وأردف عباس: "ليس كل الجماعات العاملة في سوريا وليست كل المعارضة السورية على النفق الداعشي الإرهابي، ثم ان الدول الداعمة بغض النظر عن اتجاهاتها فقد اولدت هذه الحالة في سوريا، الثورة والمعارضة في سوريا بدأت سلمية وعندما انتقلت الى مرحلة عمل ثوري مسلح كانت ملتزمة بقواعد الدفاع عن المواطنين السوريين وعدم الإنجرار لأعمال ارهابية، فلا يمكن تشخيص واختزال كل الحالة السورية بنظام فاشي ومجرم وجماعات ارهابية، في سوريا الوضع أعقد من ذلك ويمكن أن تميز بين جهات معتدلة بالمعارضة السورية".
وبسؤال عن ترجمة البيان لخطب بالمساجد وتوجهات للشباب، قال الدكتور عباس: "بطبيعة الحال عندما تصدر الحركة الإسلامية بيانا من هذا النوع فإنه بشكل تلقائي يترجم الى خطاب عام بداخل الحركة الإسلامية ولكن بنقاط التماس واحتكاك دعاة والعاملين بالحركة الإسلامية مع الجمهور العام. أنا اسجل أنه خلال الخمسة أو الستة أعوام الأخيرة نجحنا على الأقل بأن نحفظ جمهورنا وتيارنا بشكل عام من الإنزلاق الى هذا التفكير. يجب أن نعترف أن هنالك العشرات من أبناء شعبنا من الداخل الفلسطيني الذين خرجوا وكادوا يخرجون (بحسب البين) من أرض الرباط، والقصد أن نقول أن الرباط والمكوث في ديارنا هنا في فلسطين التي نُكبت وهُجرت بالـ48 أولى من أي جهاد بأي منطقة بالعالم مهما كان توصيفها لهذا الجهاد أو القتال".
استمعوا للقاء الكامل: