لمى حاج يحيى، ابنة مدينة الطيبة، تتخرج هذا العام من الكلية، وهي خير مثال للطالبة المثابرة والمبادرة والتي بدأت بصناعة التغيير. في اطار أحد المساقات التي درستها في الكلية، طلب منها اقامة معرض صغير داخل الكلية، لكنّها أصرت على توسيع المعرض ونقله إلى بلدتها الطيبة لاتاحته للجمهور الواسع هناك، لمى تقول أنّها لم تتردد بتاتاً في عرض الفكرة أمام المحاضر، وكان واضحاً لها أنّ هذا هو ما تريده. رغم كل الصعوبات والعوائق التي واجهتها، بدءًا من عدم توفر مكان مناسب والتجهيزات الكثيرة المطلوبة لاقامة معرض بمستوى لائق، الا أنّها لم تستسلم وتغلبت على كل الصعوبات بعد جهد مضني، لتنجح باقامة معرض شامل ورفيع المستوى بمشاركة ثلاثة من زميلاتها، عرضن أيضاً أعمالهنّ الفنية التي تنوعت ما بين الفن التشكيلي والنحت والرسم والتصوير وغيره. وحرصت لمى على التقيد بكافة المعايير المطلوبة من حيث التنظيم وطريقة العرض وترتيب المكان لانجاح المعرض. وما اثار دهشة لمى هو الحضور اللافت والاقبال الشديد على المعرض من قبل أهالي الطيبة والتشجيع الكبير الذي لاقته.
سهى فروجة، ابنة مدينة قلنسوة، تتخرج أيضاً هذا العام. اختارت سهى أن تتخصّص في مجال الفن، بالذات أنّها انكشفت على هذا العالم منذ نعومة أظافرها لكون والدها فنان، لكن بعض الظروف حالت دون استكمال تعليمها الأكاديمي بالذات أنّه لم يكون هنالك كلية قريبة من مكان سكناها تدرّس الفنون، إلى أن سنحت لها الفرصة الدراسة في "همدراشا" احدى أهم كليات الفنون في البلاد، وكانت قد بدأت دراستها من خلال الاندماج في سنة تحضيريّة ساعدتها على صقل موهبتها واكسبتها المعرفة والاطلاع على الخلفيّة النظريّة لهذا المجال. وهي تتخرج اليوم بعد أن أصبحت أم لخمسة أبناء، متغلبة على جميع التحديات التي واجهتها خلال فترة دراستها.تقول سهى أن المجتمع العربي لا يزال ينقصه الوعي لأهميّة مجال الفنون، وهذا أمر مؤسف جدّاً بالذات أنّ الفن هو وسيلة علاج للكثير من الآفات الاجتماعيّة كالعنف وغيرها وهو وسيلة للتعبير عن الذات. لكنّها في نفس الوقت تؤكد أنّها ستعمل بكل جهد ومثابرة للارتقاء بهذا المجال في المجتمع العربي من خلال اقامة المعارض والسعي لانشاء صالة عرض في منطقة المثلث وتشجيع الطلاب على دراسة الفن.
أمينة مصاروة، ابنة مدينة الطيبة، واجهت أيضاً تحديات عديدة، فرغم ثقتها المطلقة أنّها ستكمل مشوارها في مجال الفن منذ صغرها، بالذات أّنها لمست ميولها الفنية من خلال تصميم قوالب الكعك بدايةً ثمّ انتاج لوحات فنيّة باستخدام الورق والرمل والحديد والخشب وغيرها، مع ذلك حين بدأت أمينة مشوارها التعليمي في مجال الفن والتخصص بالنحت، لم تجرؤ على مصارحة محيطها القريب بذلك خوفاً من عدم تقبلهم للفكرة، إلى أن كشف الأمر بعد مشاركتها في معارض فنية، لتنهال عليها الأسئلة والاستفسارات من قبل كل من يصادفها، ما يدل على نقص الوعي المجتمعي لأهميّة وحيوية هذا المجال. وتقول أمينة أن هنالك هوّة واسعة وفجوة كبيرة جدّاً من حيث المعرفة ما بين الطلاب العرب واليهود. فالطالب اليهودي يبدأ تعليمه الأكاديمي بعد أن يكون قد تخصّص في مجال الفن في المدرسة الثانوية بمستوى خمس وحدات، لكن هذا غير متوفر امام الطالب العربي، كما أنّ هذا العالم غريب عن الطالب العربي، بالذات أنّ محيطه القريب يفتقر إلى صالات العرض والمؤسّسات الثقافيّة. امينة تعمل حاليا كمركزة لمشروع تسيلا في الطيبة، وقد بذلت الكثير من الجهد لادخال موضوع الفن إلى المدارس واقامة العروضات والورشات الفنية لطلاب المدارس لاتاحة الفرصة لهم للانكشاف على هذا المجال عن قرب ومن خلال التجربة. كما تطمح أمينة إلى اقامة مركز فنون في بلدتها، نظراً لقلة المؤسّسات في هذا المجال، الأمر الذي من شأنه المساهمة في النهوض والارتقاء بالمجتمع العربي من خلال الثقافة والفن.