ترمز الدائرة السوداء في العلم إلى القارة الأفريقية كون العرق المسيطر هناك هو الأسود، الدائرة الصفراء ترمز للقارة الأسيوية كون العرق المسيطر هناك هو الأصفر، الدائرة الحمراء ترمز للقارة الأميركية كون الشعوب الحمراء (الهنود الحمر) هم السكان الاصليين، الدائرة الخضراء ترمز للقارة الأوروبية كونها القارة الوحيدة في العالم التي ليس فيها صحراء ويطغى عليها الخضار، الدائرة الزرقاء ترمز للقارة الأوقينية كون معظم الدول في هذه القارة هي جزر تحيط بها مياه البحار.
ولقد زادت أهمية التربية الرياضية، وأعادت التوازن بين مختلف النواحي العقلية والجسمية والأخلاقية، فلقد زاد الاهتمام بالتمتع بالحاضر، وتقوية الجسم، وانتشرت النظرية والفلسفة التي تؤمن بأن الجسم والعقل لا يمكن الفصل بينهما، وان عملية التعلم ستصل إلى ذروتها إذا كان البدن صحيحاً معافى، وان الواحد منها ضروري لقيام الآخر بوظيفته على الوجه الأكمل، كما تقول الحكمة اللاتينية "العقل السليم في الجسم السليم".
يشير جون ديوي، وهو من أشهر أعلام التربية الحديثة على المستوى العالمي، إلى أن الأهداف التربوية يجب أن ترتبط بحياة الفرد الاجتماعية وحاجاته الضرورية ارتباطاً وثيقاً، فهما اللذان يحددان ما يجب أن يتعلمه، ولهذا فإن أهداف التربية الرياضية يمكن تحقيقها وقبولها في الواقع المعاصر؛ لتسهم في عملية التحديث حيث يتضح أهميتها في شتى المجالات المختلفة، وتحقيقها لعدة أغراض هامة في جوانب شخصية الفرد الرياضي وغير الرياضي.
لا أنكر، أني شغفت بمشاهدة الألعاب الأولمبية المتنوعة، وجلست وقتا طويلا أما الشاشة الصغيرة، منفعلا من إنجازات الرياضيين، وبشكل خاص بعض النجوم أمثال العداء اوسين بلوت من جمايكا، والسباح الأمريكي مايكل فليبس ولاعبة الجمباز الامريكية سيمون بيلس، فالسماء لهؤلاء الابطال لا تعني الحدود.
من الجدير ذكره، تنوع الألعاب، فمنها ما نعرفه ونشاهده ومنها ما هو غريب علينا ومجهول، الامر الذي يدل على مدى تقصير الجهات المختصة عندنا في تطوير كافة أنواع الألعاب، وتخصيص الميزانيات اللازمة لها لتضاف الى أنواع الرياضة المعروفة لدينا.
الرياضة اخلاق، وروح رياضية قبل كل شيء، وللأخلاق الرياضية، الثقافة الرياضية والروح الرياضية معان عميقة واصيلة تعلمناها من الرياضة السامية والتي تترفع عن كل الصغائر، التي تفسد معانيها وتخرج بها عن روح التنافس الشريف الروح الرياضية، فما أحلى هذه الكلمة وما أجمل ايقاعها وروعة معناها، فعندما ترى أحدا يتصرف بصورة غير لائقة او يناقش بشكل حاد وغير مألوف، أو يخرج عن حدود اللياقة فإنك تحاول تهدئته بقولك "خلي عندك روح رياضية"، فالرياضة رسالة محبة وتسامح واخوة بين الجميع.
من هنا، استفزني تصرف لاعب الجودو المصري، إسلام الشهابي، عندما رفض مصافحة لاعب الجودو الإسرائيلي أوري ساسون، والذي فاز على الشهابي في جولتين. كان الأجدر من الشهابي، إذا كانت هذه نواياه، أي الغش، ألا ينازل الإسرائيلي منذ البداية، وهكذا يبقى محتفظا بهيبته واحترامه، أما وقد قبل التحدي فكان عليه التصرف كرياضي بكل ما تفرضه هذه الكلمة من معان.
جاءت ردود الفعل على هذا التصرف لاذعة، بدءا من الجمهور الذي رد بالازدراء، مرورا بأعضاء اللجنة الأولمبية، الاتحاد الرياضي المصري وحتى من الإخوان الذي ربما ينتمي إليهم الشهابي، بسبب قبوله منازلة الإسرائيلي معتبرين ذلك تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل، فخرج الشهابي أقرعا من هنا وهناك. ولقد اعجبني بشكل خاص رد أحد المصريين الذي قال معقباً: "لا يجوز أي غش لا مع المسلم ولا حتى مع الكافر، فالرسول –صلى الله عليه وسلم- قال "من غشنا فليس منا"، بل إن الغش مع الكافر ربما أضر لأن أنت تضر بدعوتك الرجل ويأخذ منك نظرة سيئة –ربما كان في نفسه أن يسلم- وأنت بهذا الغش أبعدته عن الإسلام، كذلك حقيقة من ضمن التنافس تحقيقا لمصالح للجميع، لا تكون المصلحة لفريق دون فريق، ولا مصلحة لفرد على حساب الجماعة، ولا لحساب الجماعة على حساب الفرد، فهذا التنافس –كما نحن نقول- يجب أن يكون شريفاً، تتوافر فيه كل معاني المبررات التي تجيزها الشريعة الإسلامية لعملية التنافس"، فخرج الشهابي خالي الوفاض وبخفي حنين من وراء تصرفه الصبياني هذا، والذي سيترك عبرة بعيدة المدى لزملائه الرياضيين، في اختيار السلوك الأمثل الذي يتطابق والروح الرياضية السامية.