حلّ غبطة البطريرك ميشيل صباح، برفقة سيادة المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي العام للاتين وعدد من كهنة البطريركية ضيوفا على الشيخ فواز حسين في قرية حرفيش في الجليل الأعلى، ملبين دعوته الكريمة نهار يوم الجمعة 19/8 حيث كان في استقبالهم صاحب البيت ورئيس المجلس المحلي وشيوخ الطائفة الدرزية في القرية، وعدد من المشايخ والوجهاء من أبناء بلدات جليلية.
وألقى المضيف الشيخ فواز حسين كلمة ترحيبية قدم خلالها تعريفا بالضيف الكبير وسيرته الحافلة بالعمل والعطاء والخدمة، ثم رحب بالضيف والوفد المرافق بكلمات طيبة، وتلاه مرحبا رئيس المجلس المحلي السيد مفيد عامر. وبعده تتالت الكلمات المتبادلة من الحضور والتي أكد فيها الجميع على روح اللقاء والعيش المشترك بين ابناء الشعب الواحد، وضرورة مواصلة هذه اللقاءات الضرورية والتي تحمل رسالة المحبة والتسامح والأخوة للبلدان المحيطة بنا ولكل مجتمعنا على تعدد انتماءاته.
وشارك في القاء الكلمات: سايس الخلوة في القرية، الشيخ مهنا فارس وعضو لجنة الصلح القطرية، ابراهيم نعوم والمأذون الشرعي ليركا، الشيخ أبو وسيم أمين كنعان والمدير السابق للمحاكم الدرزية، الشيخ أبو طريف سلمان بدر والناطق باسم اللجنة المعروفية للدفاع عن الأرض والمسكن، الأستاذ حاتم حسون والشيخ أبو مفيد سلمان سابق والشيخ أبو باسم توفيق سلامة وعضو مركز اللقاء في الجليل، الأستاذ زياد شليوط وعضو المجلس الملي للروم الكاثوليك في حرفيش، السيد صالح سعد وعضو الكنيست السابق، السيد شكيب شنان وآخرون.
وكانت الكلمة الختامية للضيف المحتفى به غبطة البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس الأسبق للكنيسة اللاتينية في الأراضي المقدسة والتي أكد فيها على معاني المحبة ودور رجال الدين في زرع قيم المحبة والتسامح التي ائتمنها الخالق لديهم، حيث قال: ‘رسالة الأخوة بين جميع المؤمنين كلنا نؤمن بالله وخلاصة الدين عبادة الله والتعاون مع جميع خلق الله. رجل الدين هو رجل لله أولا، وبما أنه كذلك فهو رجل لجميع الناس كل له دعوته في مجموعة ما، لكن كلنا مسؤولون عن كل الناس.
رجل الدين لخدمة أي انسان على أي دين أو قومية، وظيفة رجل الدين أن يزرع المحبة رغم كل ما يحصل حولنا من مآس، علينا أن نغلب وصية المحبة. نحن قادرون على المحبة، رسالة رجل الدين أن يقول للمقاتل وللقاتل أيضا أنت قادر على المحبة، لو أخذ رجال السياسة بالمحبة لما بقيت مأساة في البشرية’.
وعرج على الوضع في الدول المجاورة والتي تعاني من أعمال القتل والتشريد، مؤكدا أن الدول الغربية لا يهمها الا مصالحها و لاتحركها الا السياسة ولو كان ذلك بتقديم عشرات آلاف الضحايا وتخريب البلاد وتشريد الناس، وأكد غبطته أن الصلاة يجب ان توجه ليس نحو الضحية فقط بل نحو القاتل حتى ينير الله عقله وقلبه ويفهم غلطه ويكف عن الاجرام. وختاما حيى غبطة البطريرك ميشيل صباح وشكر المضيف وأهالي قرية حرفيش عموما، الذين أظهروا كل كرم وتسامح وضربوا نموذجا في العيش المشترك.
وفي الختام قدم حفيد المضيف (فواز) هدية رمزية لغبطة البطريرك صباح، عبارة عن صورة لقرية حرفيش وعين البلد وألوان علم المذهب الدرزي.
وزار غبطة البطريرك والوفد بداية كنيسة القديسة مريم بواردي، ابنة حرفيش، وأدى صلاة قصيرة، وبعدها حل ضيفا كريما على منزل الشيخ فواز حسين، الذي بادر لهذه الزيارة المميزة.