أشار استطلاع رأي إسرائيلي فلسطيني مشترك نشرت نتائجه أمس الاثنين عن تراجع نسبة التأييد لمشروع حل الدولتين إلى نسبة 51% فقط، في حين أشارت نتائج استطلاع مشابه نشرت نتائجه عام 2014 إلى أن 64% من الفلسطينيين والإسرائيليين يؤيدون مشروع حل الدولتين.
وشمل استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في الجانب الإسرائيلي، والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية في الأراضي الفلسطينية أكثر من 2000 من المستطلعة آراؤهم من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقال الدكتور خليل الشقاقي لإذاعة الشمس صباح اليوم أن "أسوأ شيء بهذا الإستطلاع من ناحية النتائج هو انعدام الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يوجد أدنى شك بأن هذا يؤثر تأثيرا سلبيا للغاية على فرص التسوية السياسية، كلما ازدادت نسبة عدم الثقة ازداد اتخاذ المواقف المتشددة تجاه الطرف الآخر وهذا شيء مشترك من الجانبين".
وأضاف: "الشيء الوحيد الإيجابي من هذه الناحية هو أن الفلسطينيين الإسرائيليين يميلون بشكل عام لإعطاء الثقة بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي".
وعن تأثير ثقة الشعوب على آلية اتخاذ القرار السياسي، قال الشقاقي: "لا يوجد أدنى شك أن القيادة قادرة على إحداث تغيير كبير جدا وأن ما نجده من انعدام الثقة يعود أيضا الى دور القيادة لدى الطرفين من ناحية عرضها لهذا الموضوع، وكيف ينظر كل طرف للطرف الآخر هو أيضا انعكاس لما تقوله القيادة لدى الطرفين عن الطرف الآخر. لكن اذا أردنا أن يكون الرأي العام الفلسطيني أو الاسرائيلي اليهودي محركا لعملية السلام وليس فقط متلقيا لها فهذا يتطلب أن يكون هناك مستوى أعلى من الثقة بالطرف الآخر لكي يشعر الرأي العام بأن هناك امكانية للوصول الى تقدم بهذه العملية بغض النظر عن القيادة الموجودة سواء لدى طرفه أو لدى الطرف الآخر".
وأضاف قائلا: "بحالة وجود القيادة القادرة على القيام بهذه الخطوة فلا شك أن هذا بحد ذاته كافي لإحداث انطلاقة سياسية وبالنهاية يجب أن ينجح هذا القائد أيضا بجلب الرأي العام لدى شعبه لطاولة المفاوضات ولتأييد العملية السلمية".
وبسؤال عن مصدر عدم الثقة الفلسطيني، قال الشقاقي للشمس: "لا شك أن السياسات الفعلية الإسرائيلية بتناقض هائل مع الطرح القائم بحل الدولتين، الفلسطيني يرى الإحتلال يتعزز والإستيطان يزداد وهو يرى بالتالي أن هنالك موقف سياسي معلن من قبل الحكومة الإسرائيلية المتناقضة مع هذه السياسة، وبالتالي يشعر أن الموقف السياسي للقيادة الإسرائيلية هو موقف منافق ولا يتفق مع الواقع ويفقد ثقته بهذه القيادة".
وأردف قائلا: "الطرف الإسرائيلي أيضا لديه مشكلة مع الطرف الفلسطيني، فالقيادة الفلسطينية أيضا تتحدث عن سياسات ترغب باتخاذها ولكنها لا تتخذها. الطرف الإسرائيلي يرى أيضا أن الرئيس أبو مازن يتحدث أحيانا ومرة يهدد بوقف التنسيق الأمني ومرة يقول بأن التنسيق الأمني ضروري ومرة يتحدث عن لقاء نتنياهو ولكن على أرض الواقع لا يلتقيه. الرأي العام الفلسطيني ربما يعطي الرئيس المعاذير لهذه المواقف لأنه يسمع تفسيرات من قبل القيادة الفلسطينية أما الرأي العام الإسرائيلي لا يسمعها".
استمعوا للقاء الكامل: