ذكرت الجمعية في بيانها أنه "مضى عامان منذ بدء العمليّة العسكرية ‘الجرف الصامد‘، الأكثر دمويّة من بين العمليات العسكرية في قطاع غزة. مباشرة، ومع انتهاء العملية العسكرية والتوصّل إلى اتفاقيّة لوقف إطلاق النار، تعهّدت عشرات الدول، وإلى جانبها وزارة الأمن الإسرائيلية والمستوى السياسيّ في إسرائيل، بتقديم المساعدات لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث كان الهدف المُعلن بناء ما تم تدميره، وتوفير المساعدات لتعزيز الاقتصاد لرفاهيّة السكان في غزة وتحقيق الاستقرار للمدى البعيد في المنطقة. عامان مرّا منذ ذلك الوقت وآن الأوان لمعاينة الوضع على أرض الواقع ولطرح السؤال: هل طرأ تحسن على حياة سكان القطاع؟ هل ثمة أفق أمل أمامهم؟".
تحدثت إذاعة الشمس مع السيد صلاح محسن، وهو أحد أعضاء جمعية ’مسلك‘، حيث قال: "وتيرة إعادة الإعمار تسير ببطئ شديد لأسباب كثيرة أولها فرض آلية الرقابة على دخول مواد البناء الى قطاع غزة بالإضافة الى تأخر وصول أموال الدعم والتمويل التي تعهدت بها الدول مع انتهاء الحرب على غزة عام 2014 وأسباب أخرى كثيرة، ولكن بالوضع الحالي بالمجمل هنالك 11 ألف وحدة سكنية تم تدميرها بالكامل وما تم بناءه حتى الآن هو 1180 وحدة سكنية فقط وهنالك قرابة ثلاثة آلاف وحدة سكنية طور البناء ويوجد تكويل لقرابة ألفين وحدة سكنية اضافية وهذا يعني أن هنالك 4600 وحدة سكنية ليس لها تمويل".
وأضاف محسن: "هنالك أيضا 6800 وحدة سكنية دُمرت وأصبحت غير صالحة للسكن لكنها لم تُدمر نهائيا وهنالك قرابة 150 ألف وحدة سكنية إضافية تضررت بين ضرر جزئي وضرر طفيف".
وأردف محسن: "موضوع الإنقسام الفلسطيني يؤثر بشكل كبير على عزيمة ونية الممولين لدفه مستحقاتهم وما تعهدوا به خلال مؤتمر شرم الشيخ، وهنالك حوالي 50 دولة تعهدت بدفع خمس مليارات دولار جزء منها 3.5 مليون لإعادة الإعمار ومليار ونصف دعم عام لخزينة السلطة الفلسطينية. بموجب تقرير البنك الدولي الصادر في نيسان 2016 أن ما وصل من المبلغ هو فقط 40% أي قرابة 1.5 مليار دولار ولكن هذا فقط جزء من الموضوع وهنالك تعقيدات كثيرة تعيق عملية الإعمار".
وأضاف محسن: "الموضوع الثاني التعامل مع الإعمار بمفهوم إعادة ما دُمر هو جزئي فقط ويصرف النظر عن الصورة الكبيرة، ما يحتاجه قطاع غزة بهدف الوصول الى اعمار ثابت ومستدام على أرض الواقع هو أكثر من ذلك بكثير وبحاجة لإعادة اعمار الإقتصاد الذي دُمر وخلق فرص عمل وهنالك حاجة لفتح امكانيات تعليم وامكانيات التشغيل في قطاع غزة، والمعيق الاساسي أمام هذه العملية هو السياسات الاسرائيلية التي تمنع التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية بالأساس وبين بقية دول العالم".
استمعوا للقاء الكامل: