عقب المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، على أقوال الشيخ بالقول: "من المؤسف أنّ الشرطيّ الذي يحمل رتبة رقم 1 في إسرائيل متأثر جدًا من الآراء المسبقة والظلامية، مما يشرعن ظاهرة الاعتداءات الشرطية والعنف تجاه اليهود من أصول اثيوبية الأمر الذي لمسناه في الآونة الأخيرة في أكثر من حالة".
وأضاف عثمان: "اقوال الشيخ تشكل بوصلة موجهة لنشاط الشرطة بالحقل، فعندما يقول انه من الطبيعي اي يشتبه الشرطة بالعربي او بالإثيوبي لمجرد انتماءه لهذه المجموعة، فأنه بذلك يشرعن بشكل غير مباشر امكانية اعتداءات الشرطة المتكررة". وقال عثمان: "قبل أن يلوّح القائد العام للشرطة بأبحاث عالمية لا تمت بصلة، تقريبًا، إلى واقعنا، كان يتوجب عليه اجراء بحث معمق عن التمييز والاعتقالات العشوائية دون سبب يذكر. ناهيك على أنه من غير الواضح، من تصريحه، إذا ما كانت الشرطة تملك أي مخطط لمواجهة عنف الشرطة تجاه العرب، والذي يقوم ايضًا من خلال تصريحه بتصنيفهم كمشتبهين احتماليين!".
وكان قد قال الشيخ في تصريحه أمس أنّ "شرائح اجتماعية وعرقية تنتشر بين اوساطها الجريمة أكثر"، مضيفًا أنه "اثبتت الابحاث العلمية انّ انتشار الجريمة بين اوساط المهاجرين اعلى منها في الفئات الاجتماعية الأخرى". وعلل الشيخ عنف الشرطة تجاه اليهود من اثيوبيا قائلا: "من الطبيعي ان يشتبه أكثر بالمجتمعات الضالعة في الجريمة بصورة أكبر. عندما يلتقي شرطي بمشتبه من هذه الفئات من الطبيعي ان يشتبه به أكثر من اي شخص اخر!. ربما فهمنا ذلك متأخرًا، ولكن هناك خطة لتقليص هذه المشكلة، ونعمل على اعادة ثقة اليهود من اثيوبيا في جهاز الشرطة، والطريق لا زالت طويلة".
وتابع الشيخ في كلمته رابطا بين مميزات اليهود من أصول اثيوبية والعرب، خاصة وشرقي القدس قائلا: "عندما تكون فئة اجتماعية ضالعة اكثر بالجريمة، بما فيها العرب وسكان شرقي القدس، فان الاحصائيات معروفة، هذا طبيعي وعلينا ان نعي اننا بدأنا علاج هذه المشكلة".
قال السيد نضال عثمان لإذاعة الشمس صباح اليوم: "يقول الشيخ انه من الطبيعي أن يشك الشرطي بالأسود أو العربي، وهو قال ذلك بموضوع المواطنين من أصول أثيوبية وبنفس الحديث قال إن هذا صحيح أيضا بما يخص العرب".
وأضاف عثمان: "عندما يقول المفتش العام للشرطة لرجال الشرطة بأنه من الطبيعي أن يشكوا بالرجل الأسود وأنه والعربي مشكوك بأمرهم فإن هذا يكفي لإدانة ما يقوله الشيخ لأن محاولة تصوير هذه المجموعات (العرب والمواطنين من أصول أثيوبية) بأنهم مجموعة مشكوك بأمرهم فإن هذا يشكل خطرا، ونحن نعلم أنه عندما شك رجال الشرطة بالسابق نتيجة هذه السياسة التي يتبعها الشيخ على أرض الواقع وجهاز الشرطة قُتل مواطنين عرب وكان هنالك قتل لمواطنين أثيوبيين".
وتابع عثمان: "الأقليات هي من المجموعات المستضعفة، وهنالك أقليات تعاني من سياسة عنصرية تجاه المواطنين العرب بالأساس وأيضا المواطنين من أصول أثيوبية وآخرين، وبالتالي وإن كانت هذه السياسات متّبعة في بعض الدول فإن هذا لا يعطيها الشرعية".
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع الناشطة عنبار بوغلا، وهي من أصول أثيوبية، حيث قالت: "نحن نتعرض للإعتداءات اليومية من قبل الشرطة في الأحياء المختلفة، الشيخ قام فقط بالموافقة على ما يتم عمله حتى اليوم وأكد أنه توجد ملفات شخصية تجاه الأقليات وبالإمكان التصرف معهم بالطريقة التي يريدونها".
وأضافت بوغلا: "عملت شرطية في شرقي القدس وقد قمنا بعمل ما نريده من اعتقالات واعتداءات ولم يتم سؤالنا عن ذلك من قبل أي جهة، وذلك بسبب أن شرطة اسرائيل تستخدم القوة لفعل ما تريده". وقالت: "عندما كنت في سلك الشرطة اعتقدت أن تصرفاتي كانت جيدة ولكنني اليوم أتأسف على كل ما قمت بفعله".
وعن طرق التعامل مع المشتبهين، قالت بوغلا: "اذا كان شخص أثيوبي أقوم بفحصه على الفور فهو مشتبه بحيازة السموم، واذا كان عربيا فيشتبه بأنه سيقوم بعملية ويتم اعتقاله واحالته لمقر الشرطة، ويتم فتح ملفات للمشتبهين".
استمعوا للقاء الكامل: