قالت صيحفتا "السفير" و "الديار" اللبنانيتين وعشرات المواقع السورية إن لقاءا مرتقبا بين رئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب اردوغان سيعقد في موسكو بنهاية أيلول/ سبتمبر برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتب المحلل السياسي محمد بلوط على الصفحة الأولى في صحيفة السفير إن "التحضيرات بدأت خلال لقاء المصالحة في سان بطرسبورغ بين الرئيسَين اردوغان وبوتين في التاسع من آب/ أغسطس الماضي". مشيرا الى أن ذاك اللقاء تزامن مع وصول وفد أمني سوري كبير ضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ومجموعة من ضباط المخابرات الجوية والمخابرات العامة، واللواء علي مملوك رئيس مجلس الأمن الوطني.
وينقل بلوط أقوال مصادر دبلوماسية روسية وغربية تقول إن مملوك أوكل بمهمة تحديد الموعد النهائي للقاء في العاصمة الروسية، وعلى الأرجح ألا تشمل هذه القمة الثلاثية أية مصافحات بين الرئيسين التركي والسوري، خصوصا في ظل استمرار الحرب الكلامية بين الطرفين، بعدما وصف اردوغان الأسد بالطاغية والأسد وصف اردوغان بالأزعر والارهابي.
على صعيد متصل، يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة "جلسة خاصة" في 21 أيلول/ سبتمبر الجاري برئاسة رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي حول سبل إيجاد حل للأزمة في سوريا، سيعرض خلالها المبعوث الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا افادة حول جهوده ورؤيته للحل في سوريا، الى جانب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وكان الدكتور بشار الجعفري مندوب سورياة الدائم لدى الأمم المتحدة أكد مؤخرا أن الحكومة السورية جاهزة للمشاركة الفعالة في أي جهد صادق يهدف للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة يقرر فيها السوريون وحدهم مستقبلهم وخياراتهم عبر حوار سوري - سوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي بما يضمن سيادة واستقلال سوريا ووحدة أراضيها.
ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن تركيا تسعى لتطبيع العلاقات مع مصر وسوريا مستقبلا، اذ قال "إن شاء الله سيكون هناك تطبيع مع مصر وسوريا. بدأت تركيا محاولة جادة لتطبيع العلاقات مع مصر وسوريا".
ولم يعلن يلدريم جدولا زمنيا لإصلاح العلاقات مع سوريا، ولكن واضح أن ذلك يأتي بعد تصليح العلاقات بين أنقرة وموسكو الشهر الماضي.
وقطعت تركيا علاقاتها مع الحكومة السورية في أعقاب دعمها للجماعات المسلحة منذ بداية الأزمة السورية.
وكان الرئيس الروسي بوتين قد أعلن عن تقدم حول التوصل لاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة حول حل للأزمة في سوريا، اذ قال في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" وبحسب تصريحات نشرها الكرملين على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (اقصى شرق روسيا)، "نتقدم شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح ولا استبعد أن نتفق قريبا على أمر ما ونعلنه للمجموعة الدولية". وأوضح أن التطورات الأخيرة في سوريا تترك لدى روسيا انطباعا بأن جبهة النصرة والتنظيمات المماثلة تغير ألوانها كالحرباء وتبدأ بابتلاع ما يسمى بالجزء المعتدل من المعارضة السورية، وحذر من خطورة هذا الوضع.
ولطالما دعت تركيا لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد في إطار حل سياسي لجارتها التي مزقها الصراع لكنها في الآونة الأخيرة كانت أقل إصرارا على رحيله الفوري في ظل قلقها من احتمال تقسيم سوريا وإقامة منطقة خاصة بالأكراد على حدودها.
ويؤكد بلوط في مقالته إنه على الأرجح أن تكون المفاوضات استمرارا لجنيف 3، من حيث المضي قدما في خارطة الطريق التي وُضعت في جنيف بحسبها يشارك من المعارضة المعتدلة والمستقلين بالحكومة، بحيث يتم تعيين ثلاثة نواب للرئيس من دون نقل صلاحياته السيادية، إضافة الى احتفاظ الرئيس الأسد بصلاحيات الوزارات السيادية، وإشرافه على وزارات العدل، والداخلية، والمالية، والدفاع، والخارجية، فيما يتم تقاسم الوزارات التنفيذية مع المعارضة والمستقلين.
وفي نهاية مرحلة تمتد 18 شهرا، تبدأ من لحظة التوافق على تنفيذ التسوية، من المفترض أن تعمد حكومة الوحدة الوطنية إلى إجراء تعديلات دستورية أساسية، لا تمس صلاحيات الرئيس وعلى أن تليها انتخابات تشريعية، ورئاسية.