مشاهد مؤلمة جدا ترويها عائلات طلاب ذوي احتياجات خاصة من كفر قاسم وجلجولية والمنطقة، حقوقا انتهكت وسط صمت رهيب من قبل المسؤولين، ملفات لم تُصّف في لجان التنسيب وفق احتياجات الطلاب كل حسب حاجته، إهمالهم وسلب حقوقهم في توفير أطر مناسبة لهم، سلب حقهم في توفير أطر قريبة من مناطق سكناهم، ووسط هذه المعمعة يُرغمون على الّتكيّف مع الأزمة والسفر المضني ومع ظروف الحياة اليومية، وحرمانهم من فرص المشاركة في أطر تعليم خاصة بهم، وبعض الاهالي فضلوا إبقاء أبنائهم تحت رعايتهم دون إطار ملائم، ولم تعمل الجهات المسؤولة وفق قوانين التعليم في منح الحق لهؤلاء.
وفي خضم هذه الاوضاع والتضارب بين قرار وزاري وقرار أهالي بقي الطلاب في العام الجديد دون إطار تعليمي تربوي خاص يناسب احتياجاتهم للنهوض بهم كأي فرد في المجتمع، وانعكاساته على الحالة النفسية للطلاب واهاليهم، ما يمنع انخراطهم في التعليم والتأهيل، وجدت جمعية "لست وحدك" البديل في تجنيد التبرعات وتهيئة المبنى للجمعية مع إتاحة معايير تلائم ذوي الاحتياجات الخاصة للاعاقة الحركية، والمبنى منظم ومرتب ومستعد لاستيعاب الطلاب من مختلف الاجيال، وطالب الاهالي أن يتعلم ابنائهم في مبنى الجمعية ويتحول لمركز تعليمي تأهيلي.
ووصلت المفتشة الى المكان وتفحصت المبنى وأعجبت بتهيئته وفق المعايير والشروط، وبعد أن وافقت مبدئياٌ وتبقي المراحل النهائية للمصادقة فقط، فوجئ الأهالي بالرفض بإدعاء فوارق الاعمار بين الطلاب، وأن عليهم ضم ابنائهم لمدرسة المنار في الطيرة، علما أن نفس الادعاء في مدرسة الطيرة وهو فوارق الاعمار.
وأعربت أمهات الطلاب عن مخاوفهن وتوترهن الشديد من قضية السفر الى مراكز تعليمية في وادي عارة، بعد أن تعلموا هناك سابقا وكانت معاناة السفر تتضاعف من الازدحامات والظروف بسبب بُعد المسافة والخطورة، وخاصة أن المصاب الأليم الكارثي الذي حصد ستة ارواح في حادث السير لحافلة الطلاب مع ذوي احتياجات خاصة قبل سبعة اعوام لا زال جرحا مفتوحا لدى الجميع ولم ولن يندمل.
من جانبه صرّح رئيس البلدية المحامي عادل بدير قائلا: "البلدية ستعمل جاهدة للضغط على الوزارة للمصادقة على المبنى ليحتضن الطلاب ويوفر عناء السفر والمخاطر، وسنطالب الوزارة في المصادقة على المركز وفق مطالب الأهالي لسد احتياجات الطلاب، ومن ناحيتي هؤلاء الطلاب اسميهم أصحاب الطاقات ويجب ان ندعمهم من مختلف الجوانب".
أما من وزارة التربية والتعليم، فقد عقب الناطق بلسانها كمال عطيلة قائلا: "مفتشة التعليم الخاص تتفهم موقف الاهل المعارض لدمج الطلاب في الطيرة، بهدف ايجاد اطار تعليمي للطلاب يتلاءم مع احتياجاتهم ويحظى بموافقة الاهل".
وتحدثت إذاعة الشمس مع السيدة منار عيسى، أم الطالبة بسملة التي تعيش مع إعاقة حركية، حيث قالت: "بحسب التشخيص فإنه يجب أن يكون لبسملة إطار تعليمي يضم التعليم العادي مع احتياجات للمرضات، ولكن وزارة التعليم لا تعطي هذه الأمور للطلاب. مررنا بخمس سنوات من المعاناة حيث كانت ابنتي تخضع للتجارب".
كما تحدثت إذاعة الشمس مع السيدة فداء طه، رئيسة جمعية ’لست وحدك‘، حيث قالت: "هنالك مجموعة من حوالي ستة طلاب الذين يعانون من إعاقة جسدية وبحاجة لإطار خاص يقوم بموازنة بين الجانب التعليمي والجانب العلاجي، وبسبب التغيير الدائم للأطر ووضعهم بأطر غير مناسبة أصبح معظم الطلاب لا يجيدون القراءة والكتابة، مع أن هذا الأمر أساسي لانسان لديه قدرات ويتواصل اجتماعيا".