أسفر الالتماس الذي قدّمه رئيس مجلس القرية الفلسطينية عناتا للمحكمة العليا، بواسطة منظّمتي عمق شبيه وييش دين، عن تغيير في منطقتي نفوذ المجلس الإقليمي ماطيه بنيامين ومستوطنة عناتوت. بموجب التغيير تم إخراج الموقع الأثري خربة علميث الواقع على أراضي القرية وكذلك الأراضي الخاصة المحيطة به والتابعة ملكيتها للملتمِسين من منطقتي النفوذ المذكورتين.
في آذار (مارس) من هذا العام التمس أهالي القرية لمحكمة العدل العليا، بعد أن حُظر دخولهم لمنطقة الموقع الأثري بموجب أمر عسكري. وقد حاجج المحاميان شلومي زخاريا ومحمد شقير من الطاقم القضائي لييش دين، في الالتماس المقدّم للمحكمة بأنّ الموقع يشتمل على قبر شيخ يعتقد بأنه مؤسس قرية عناتا ويعتبر مزارا يحج إليه أهالي القرية، غير أنه تحول إلى مركز لجولات تنظّمها مستوطنات المنطقة وجهات سياسية أخرى، تسعى لإبراز التاريخ اليهودي للمنطقة والموقع بمعزل عن تاريخ أهالي قرية عناتا، مما يؤدي إلى إقصاء الفلسطينيين من المكان وقطع صلتهم التاريخية به.
في الأسبوع الماضي، وعلى أثر الالتماس، أبلغت النيابة العامة المحكمة بتعديل منطقة نفوذ مجلس "بنيامين" و"عناتوت"، "على نحو يلائم حدود الأراضي التي تعتبر ممتلكات حكومية؛ وبالتالي، شُطبت منها كافة الأراضي التي لا تعتبر ممتلكات حكومية، بما فيها موقع خربة علمي".
وردّت ييش دين وعمق شبيه على القرار بالقول: "من غير الواضح إطلاقًا لماذا أُدرج الموقع الأثري أصلاً ضمن منطقة نفوذ المستوطنة، ويبدو أن السبب الوحيد لذلك هو محاولة تهكّمية لطمس التاريخ الفلسطيني للموقع. يؤسفنا أن تقوم الدولة بواجبها تمكين الفلسطينيين من الوصول إلى الموقع فقط تحت ضغط الالتماس لمحكمة العدل العليا".