وقالت د.دالية حلبي للشمس: "هذا الكتاب هو محاولة متواضعة منا وليس كتابا رسميا بديلا للكتاب الرسمي الذي يتعلمه الطلاب، الكتاب لا نستطيع ان نقول انه كتاب مدنيات رسمي، لان المبادرة هي متواضعة، لكن الهدف هو ان نعطي المعلم العربي امكانية لكي يجد مواد ليست موجودة في الكتاب الرسمي، خاصة فيما يتعلق بالمجتمع العربي، فيما يخص الهوية وفيما يخص الديموقراطية، نحاول ان نمرر رسائل اخرى غير رسمية".
مضيفة: "لم يأتِ كتابنا هذا من فراغ أو من مزاج عابر بل من حاجة ملحّة فرضتها التطورات الأخيرة في حقل تدريس موضوع المدنيات، وفي ضوء النقص المزمن في مضامين بديلة في هذا المجال تناسب الطالب العربي وثقافته وهويته. ومن هنا نقصد أن تكون المضامين هنا ـ على تواضعها ـ تعاملا عمليا مع الاغتراب بين الطالب العربي ومادة المدنيات الرسمية".
وتابعت المديرة العامة لمركز دراسات دالية حلبي الحديث للشمس: "أن مادة الكتاب الذي أعده المركز تهدف إلى طرح بديل عملي ومتواضع لكتاب المدنيات الرسمي الذي أعدّته وزارة المعارف ويتعمّد بشكل عام تجاهل هوية الطالب العربي وروايته التاريخية وثقافته وموضعه من الصراع التاريخي ومواقفه من سياسات الدولة تجاهه وهي سياسات انحكمت لعقود بمبدأ إقصائه وتهميشه مع مجموعة انتمائه من منطلقات عنصرية".
وأشارت حلبي إلى التغيرات التي حصلت في السنوات الأخيرة في مجال تدريس المدنيات وتمثّلت في نقل مركز الثقل في كتاب المدنيات من التوجه المدني العلمي المعقول نحو توجّه سياسي يميني النزعة، يؤكّد على الرواية الصهيونية بصيغتها الشوفينية المتعصّبة في فهمها للتاريخ والدولة والديمقراطية والآخر العربي الفلسطيني. فقد تمّ التأكيد مثلا في كتاب المدنيات الرسمي بصيغته الأخيرة، على يهودية الدولة بالمفهوم الصهيوني ـ لا الثقافي ـ وتهميش البُعد الديمقراطي فيها. كما تمّ التأكيد على الرواية الصهيونية المتشددة للصراع على حساب توجهات اعتُبرت مدنية مثيرة للتفكير وقابلة للنقاش. هذا، ناهيك عن أن المادة المخصّصة للعرب الفلسطينيين في إسرائيل ولتاريخ الصراع تنطوي على تشويه وتقزيم.
للاستماع الى اللقاء كاملا مع د.دالية حلبي.