أعلن في مؤتمر صحفي في مكاتب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية مساء امس الاثنين عن اصدار الكراسة البديلة، لكراسة مصطلحات المدنيات الصادرة عن وزارة التعليم، المليئة بالنواقص وتشويه الحقائق. وعقد المؤتمر بمشاركة رئيس المتابعة، الذي أكد أن المتابعة هي السقف الجامع لجميع الجهات ذات الصلة وذوي الاختصاص الذين يعملون للمصلحة الحقيقية للجماهير العربية.
تحدثت اذاعة الشمس صباح اليوم مع مركز المشروع البروفيسور أسعد غانم، والذي قال: إن هذا المشروع الأول من نوعه، يطرح البدائل في القضايا الخلافية، مع ما تنشر الوزارة. وتنشر الكراسة ابتداء من اليوم على موقع لجنة المتابعة العليا الذي تم تدشينه".
مضيفا: "اوجه تحياته الى جميع الأطر التي نشطت في هذا الجهد الجامع، وهي منتدى معلمي المدنيات العرب، وجمعية حقوق المواطن في اسرائيل، و"دراسات"- المركز العربي للحقوق والسياسات، ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وجمعيات ومؤسسات وأكاديميون ومعلمون عرب، كما اوجه التحية الى المربي عمرو إغبارية المختص بالمدنيات. وقال غانم، أوجه الشكر الخاص الى رئيس لجنة المتابعة العليا، الأخ محمد بركة، الذي أطلق المبادرة الأولى، خلال اجتماع للجنة التعليم البرلمانية التي بحثت في موضوع المدنيات قبل عدة أشهر".
واستعرض البروفيسور اسعد غانم، في حديثه محطات العمل، وشدد على أن الكراسة تطرح القضايا الخلافية التي تظهر في كراسة وزارة التعليم، مثل قضية الهوية، والنظرة الى الدولة اليهودية، وايضا مكان المساواة والديمقراطية، وغيرها من القضايا. وقال، إن الحكومة تتعامل معنا كمواطنين من الدرجة الثانية، أو مجرد رعايا، إلا أن الجهد في اصدار هذه الكراسة، يثبت مرّة أخرى، أننا مجتمع قوي، تتواجد به طاقات مهنية ملتزمة بقضاياه ومتمكنة من مجالات عملها وتستطيع ان تطرح الحلول لأبنائه، في كل مجالات الحياة.
للاتسماع الى اللقاء مع بروفيسور اسعد غانم
طرح البديل
وقال رئيس المتابعة محمد بركة خلال المؤتمر الصحفي: اننا بهذا المشروع نخرج من دائرة توصيف النواقص، لنضع بدائل ورؤى، وهذا واقع جديد وقد يأتي يوم ونقول فيه إن هذا لليوم سجل مرحلة، جديدة في شكل مواجهتنا للقضايا. وقال، إن هذه المبادرة الأولى، ستكون فاتحة لمبادرات أخرى، من بينها على سبيل المثال ما يغني ويثري منهاج اللغة العربية.
وأعلن بركة عن تدشين موقع لجنة المتابعة على الانترنت بنشر مادة المدنيات. وقال إنه في الأيام المقبلة سيتواصل العمل لاستكمال الموقع. ووجه بركة تحياته الى جميع الاطر والمختصين الذين عملوا على هذا المشروع، وخص بالذكر البروفيسور أسعد غانم الذي كان الشخص الدافع والمتابع لبلورة هذه الكراسة اضافة الى مساهمته المباشرة في الصياغات. وقال إن المتابعة بدورها كانت السقف الجامع لكل اصحاب الخبرات والمختصين، وهذا ما نسعى له كمتابعة في عدة مجالات.
وتابع بركة قائلا إننا نطمح ان يكون لنا حكم ذاتي ثقافي للمواطنين العرب، كي نكون شركاء في صياغة المناهج وليس مجرد متلقين. واشار بركة الى ان النارة متحركة، وتوجه الى كافة ذوي الاختصاص لأن يقدموا ملاحظاتهم ورؤاهم لغرض الاقتراب الى الاكتمال.
الجهد المشترك
هذا وشارك في المؤتمر الصحفي، ممثلو الأطر المشاركة وذوي الخبرات، من الذين شاركوا في العمل، فقد أثنى المربي محمد حيادري، رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، الذي حيّا المبادرة والجهد الجماعي، طارحا العديد من القضايا الشائكة التي تواجه كوادر المعلمين، مع المنهاج الرسمي. وقدم المربي المختص عمرو اغبارية، الذي كان أحد الاشخاص المركزيين في صياغة الكراسة، والدمج بين المبادرات، إننا لا نطرح رد فعل، بل نطرح مبادرة استثنائية، وهو فاتحة لتغيير في هذا الاتجاه.
وقالت الاستاذة داليا حلبي من مركز "دراسات"، إن المركز بدأ بمشروع قبل عام، ولكن رأى أهمية للعمل المشترك في هذا المشروع الهام والحيوي. وقدم المربيان شرف حسان وخلود ادريس، من جمعية حقوق المواطن، مداخلتين حول المضامين، وقال حسّان، إن هذا المشروع يؤكد أننا لسنا عاجزين، بل قادرون.
خلفية المبادرة
وجاء في بيان لطواقم العمل، عن خلفية المبادرة، أنه في مع مطلع العام الدراسي الماضي (2015-2016) أصدر قسم التفتيش على موضوع المدنيات ملف المصطلحات الرسمية والذي حدد المركبات المطلوبة لتعريف وعرض المصطلحات المختلفة في موضوع المدنيات، والتي يجب أن يعتمد عليها الطلاب في إسرائيل في كتابة إجاباتهم في امتحانات بجروت المدنيات.
ورأت كافة الأوساط المهنية والسياسية، أن كراسة المصطلحات الرسمية تفتقر إلى بوصلة قيميّة إنسانية كالتي تشير إليها خطة تدريس الموضوع، لا بل أنه رفع من شأن فصل الدولة اليهودية ومركّباتها، مقابل تفريغ فصل الديمقراطية من مضمونه القيمي والجوهري وذلك عن طريق تقليص تعليم فصل الديمقراطية ومحاولة حصر الديمقراطية بإجراءات تنفيذية، فقط لا غير، أهمها حكم الشعب وحسم الأكثرية، مع محاولة طمس مفهوم الديمقراطية الذي يشير إلى ضرورة الحفاظ على حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وتقبل المختلف والتعددية.
بالإضافة لما ذُكر أعلاه، ونتيجة تغييب وتجاهل المختصين والمهنيين العرب- من معلمين ومرشدين وأكاديميين - في سيرورة كتابة كراسة المصطلحات، جاءت بعض مضامينه بشكل مغاير تماما لما نريد لها أن تكون، خاصة المصطلحات التي لها دلالة تاريخية وتعرض الرواية الصهيونية متجاهلة روايتنا الفلسطينية، مثل المصطلحات التي تعرّف وتعرض الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل: "العرب في إسرائيل" ؛ "المسيحيون في إسرائيل" و"الدروز في إسرائيل" .
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المحكمة العليا قامت في أواخر شهر تموز الفائت بإصدار أمر مؤقت لإيقاف العمل بهذه الكراسة نتيجة الشوائب التي تخللت عملية إصداره والمغالطات الموجودة في بعض المصطلحات والمضامين، على حد تعبير القضاة.
نتيجة لما تقدم ذكره أعلاه، ولما في الأمر من أهمية ورمزية في آن واحد، وانطلاقا من رؤيتنا المغايرة تماما لما يمثله الملف الرسمي، جاءت مبادرة، لطرح كراسة بديلة، بدعم من لجنة المتابعة العليا، لتشكيل طاقم مهني، يضم منتدى معلمي المدنيات، ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي، وأطر تنشط في مجال التربية والتعليم: جمعية حقوق المواطن في اسرائيل، ودراسات – المركز العربي للحقوق والسياسات، وأكاديميون ومعلمون عرب، بتركيز البروفيسور أسعد غانم.
كما تحدثت اذاعة الشمس حول الموضوع مركز منتدى معلمي المدنيات وهو الاستاذ عمرو اغبارية الذي قال: ان الكراسة تتضمن تعريفات ورؤية بديلة لسلسلة من القضايا المرتبطة بجماهيرنا العربية، بدءا من تعريفنا كأقلية، وتعريفات النكبة وما قبلها وما بعدها، وأحداث وأيام تاريخية وكفاحية في جماهيرنا العربية، مثل: الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 / نكبة 48 / البقاء/ الحكم العسكري/ مجزرة كفر قاسم/ يوم الارض/ هبة القدس والاقصى/ اللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب/ القرى الغير معترف بها في إسرائيل.
مضيفا: لا بد لنا من التأكيد والتوضيح بأنه لحساسية الموضوع، ولتفادي أي ضرر قد يلحق بالطلاب الذين يتقدمون للبجروت في موضوع المدنيات والملزمين في كتابة الإجابات وفق الموجّه الرسمي، تلخص عملنا بإجراء إضافات فقط على المصطلحات المختلفة، أو إضافة مصطلحات مع الإبقاء على النسخة الأصلية التي اصدرها التفتيش على موضوع المدنيات بحذافيرها. من هنا نؤكد أنه يمكن لطلابنا ومعلمينا الاعتماد على هذا الملف كمصدر مقبول لامتحانات البجروت دون أي خوف أو تردّد. فهذا الملف مطابق تماما للملف الذي اصدرته الوزارة، باستثناء الإضافات النوعية التي تعبر عن رؤيتنا المغايرة لبعض القضايا/ المصطلحات المتداولة في هذا الملف".
للاستماع الى المقابلة مع الاستاذ عمرو اغبارية.