نددت شخصيات مقدسية بقرار السلطات الاسرائيلية حظر رفع الأذان في 3 مساجد تقع في بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، محذرة من أنها بدأت خطوات غير مسبوقة لتهويد ما تبقى من تاريخ وحاضر المدينة المقدسة.
وكانت السلطات الاسرائيلية قررت حظر أذان الفجر عبر مكبرات الصوت في 3 مساجد ببلدة أبو ديس، شرق القدس، حيث اقتحمت عناصر من الشرطة فجر أمس، بلدة أبو ديس بالتزامن مع موعد صلاة الفجر وداهمت محيط ثلاثة مساجد وهي (الرحمن والطيبة والجامعة) وأبلغت المؤذنين بحظر رفع أذان الفجر في البلدة عبر مكبرات الصوت الخارجية.
وأكد رئيس دائرة الأملاك الوقفية في دائرة أوقاف القدس ناجح بكيرات، أن قرار منع الأذان في مساجد القدس بدعوى "خفض الضوضاء"، يأتي في إطار المحاولات المستمرة لتزوير التاريخ الإسلامي للمدينة وطمس هويتها.
وأشار في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن المقدسيين سيتصدون لكل هذه الإجراءات الهادفة لمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس، مؤكدًا أن نداء "الله أكبر" سيبقى مرتفعًا في المسجد الأقصى وعموم الوطن.
وبيَّن بكيرات أن الأذان يعد رمزًا لأهم شعيرة من شعائر الإسلام، وهو مرتبط بشكل مباشر بالصلاة التي تعد ركنًا من أركان الإسلام، لافتًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تتجاهل منزلة الأذان بالنسبة للمسلمين في بقاع العالم.
وشدد على أن "من ينزعج من رفع الأذان في مساجد القدس فعليه أن يرحل من حيث أتى مهاجرًا"، موضحًا أن المستوطنين الذي يزعمون أن الأذان مزعج "هم أصل البلاء وأساس الداء".
وتابع: "إن السلطات الاسرائيلية تسارع في التضييق على الحريات التعبدية في القدس، التي تقرها الشرائع الدولية والقوانين العالمية"، معتبراً أن هذا التوجه "يعد تدخلا سافرا في حرية العبادة ومحاولة لخلق هجرة من المدينة لخارجها".
وذكر أن هذه الممارسات الإسرائيلية تأتي في إطار خطة التهويد التي قطعت شوطا فيما يتعلق بالبعد الجغرافي، منوهاً إلى أن علميات التهويد بدأت تزحف نحو الأبعاد التاريخية والدينية التي تحمل رمزيتها معالم الأقصى.
وأوضح بكيرات أن الهدف الاسرائيلي هو إبقاء الأحداث مستمرة في القدس والمسجد الأقصى لتحقيق أهدافه العنصرية والسياسية، وتحقيق السيادة والإدارة عليهما، وتجفيف الوجود الفلسطيني المقدسي.
صمت وعجز
بدوره، أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، د. حسن خاطر، أن الصمت العربي والإسلامي، وضعف التحرك العربي وغياب الإستراتيجية العربية الموحدة، سهلت الظروف أمام اسرائيل لتحقيق أهدافها، وتنفيذ جرائمها دون مساءلة.
وشدد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن منع الأذان في بلدات القدس يعد مرحلة متقدمة من مراحل تهويد المدينة المحتلة، مؤكدا أن هذا القرار سيكون بداية لتصعيد انتفاضة القدس".