قامت قوة كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة "اليسام" ظهر أمس الأحد، معززة بالأسلحة المختلفة بمداهمة بيت المواطن رايق سرحان من قرية حرفيش الجليلية، وهدم بيته المكون من طابقين بذريعة البناء غير المنظم، ويأتي هذا الهدم غير المسبوق في القرى العربية الدرزية، وقد أثارت جريمة الهدم هذه غضب الأهالي الذين توافدوا الى المكان، وعلى الفور قرر الحاضرون من أهالي القرية البدء بإعادة بناء البيت كما كان.
هذا وشهدت قرية حرفيش اليوم اضرابا عاما وشاملا احتجاجا على عملية الهم.
كما ستكون هناك جلسة للقيادات الدرزية وعلى راسها الشيخ موفق طريف – الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بالاضاغة الى اعضاء منتدى السلطات المحلية الدرزية مع وزير المالية كحلون حول قضية الهدم والميزانيات المستحقة للقرى الدرزية.
وقال النائب د.عبدالله أبو معروف، انه يعتبر عملية الهدم جريمة نكراء همجية تتحمل مسؤوليتها حكومات اسرائيل المتعاقبة، فموقفنا المبدئي الوطني ضد هدم أي بيت عربي في البلاد، خاصة وأن المواطنين العرب يقيمون بيوتهم فوق أراضيهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد، ومن واجب السلطة والدوائر الحكومية المختلفة ان تتوقف عن سياسة الكذب والتضليل وسلب الأراضي العربية، وضرورة العمل على توسيع الخرائط الهيكلية ومسطحات البناء وايجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنظيم كل البيوت التي بنيت من قبل المواطنين، ليس لسبب إلا لتعنت الدوائر الرسمية وعدم اعطاء تراخيص لحل ضائقة السكن المقيتة في الوسط العربي.
وعقب النائب اكرم حسون بالقول: "استنكر هدم البيت في حرفيش واعتبره تجاوزا للتجانس بين الدولة ومؤسساتها وبين الطائفة الدرزية، كيف يعقل هدم بيت ما دامت هناك آلاف البيوت في نفس الوضعية وكيانها مهددا"؟!
وأضاف حسون: "هذه السابقة تهدد آلاف البيوت ويجب ان نتكاتف للتصدي لتوصيات كمينتس ومحاولة هدم إضافية، البيوت التي بنيت يجب ان تحصل على طابع قانوني مع إكمال التخطيط في جميع القرى"!
رايق سرحان للشمس: "هدموا بيتي لانهم بحثوا عن حلقة ضعيفة"
تحدثت اذاعة الشمس الى صاحب البيت السيد رايق سرحان فقال للشمس: "ليس من السهل ان يهدم بيتي، تاخذ عمري كله، انا خدمت في الجيش، بدون سابق انذار ياتون ليهدموا البيت، كنت على معرفة ان هناك امر هدم، لكننا قمنا بعدة مسارات لحل المشكلة، احداها كانت تحويل هدف البناء لزراعي، قمنا بعدة اجراءات، خارطة مفصلة مع قياسات وتغييير هدف، قدمنا اوراقنا، للاسف الشديد لم يعطونا الفرصة وكان همهم الهدم. لم اتخيل الهدم بشكل عام، نحن كمواطنين مسالمين عمرنا بارضنا وارض ابينا وجدنا. لا اعرف ما الذي جعلهم يبدأون ببيتي بالهدم مع انه هناك اكثر من 175 بيتا مهددا بالهدم في حرفيش. بيتي موجود ضمن منطقة نفوذ مخطط هيكلي حرفيش، البيت موجود وهناك بيوت حوله، في المنطقة الشمالية، بجانب مستوطنة مساد التي عمرت على ارض حرفيش. انا عندي خمسة دونمات، البيت يقع على 250 مترا فقط، لا يوجد شارع ولا اي شيء يعطل على الهدم".
الشيخ موفق طريف للشمس: "يجب ان يكون هناك تنسيق بشأن البناء"
اما الشيخ موفق طريف – الرئيس الروحي للطائفة الدرزية - فقال للشمس: "طبعا يؤسفنا جميعا ما حدث، امر مرسف حقا ان يكون هناك امر هدم، وان نصل هذا الوضع، هذا شيء مزعج جدا، القيادات بريئة ولا يمكن اتهامها بامور لم يكن معها علم بهذا الامر، كان يجب ان يكون هناك تشاور، انا اعترض على هذا الحديث، كان لنا عدة جلسات بهذا الخصوص، واتفقنا على ادخال كافة البيوت ضمن المخطط المقترح خاصة في حرفيش. بدون شك كان هناك مفاجأة، كنا نتوقع ان لا يكون اي هدم باية قرية، نحن اليوم في الطريق الى جلسة مع الوزير كحلون المسؤول عن التخطيط والمالية، نريد الاحتجاج امام الوزير كيف وصلنا الى وضع من هذا القبيل، الاقتراحات التي تقترح من اجل الخرائط الهيكلية يجب القيام بها وتنفيذها. هناك مشكلة كبيرة ويجب انهاء الموضوع وحان الوقت، هناك قرى الخارطة الهيكلية فيها منذ اكثر من عشرين سنة قدمت لها الخارطة الهيكلية وهي لا تفي اليوم بمتطلبات المواطنين".
للاستماع الى ما قاله الشيخ موفق طريف والسيد رايق سرحان.
وجيه كيوف للشمس: "التخطيط ثم التخطيط هو الذي ينقذنا من شبح الهدم"
وتحدثت اذاعة الشمس الى السيد وجيه كيوف رئيس مجلس عسفيا المحلي ورئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية والشركسية حول عملية الهدم، حيث قال للشمس: "الذي قرر الاضراب اليوم في حرفيش هو مجلس حرفيش المحلي وهو ليس قرارا لمنتدى السلطات الدرزية، ثانيا انا في طريقي الان للقاء وزير المالية كحلون، لا يعقل ان ننسى القرى الدرزية والشركسية ثم ناتي ونهدم دون تخطيط، اقول علينا ان تكون علاقة بين السلطة المحلية والمواطن، في هذه الحالة هذا المواطن بنى في منطقة اتفقنا على عدم البناء فيها، لا يمكن ادخال المنطقة في مشاكل عينية، المواطن هو سببها. مع ذلك هذ البيت كان بالامكان عمل تنظيم زراعي للبيت لتحاشي هدمه، مثل كثير من الاشياء تحصل في الدولة. انا اطالب بعمل خرائط تفصيلية تخطيطية لتحاشي هدم البيوت. نحن لا نريد تجميد، نحن نريد تخطيطا، نتفق على التخطيط، كل رئيس مجلس محلي يعرف بلده جيدا، نقدم للجان التخطيط والتنظيم المخططات، حتى يعلم السكان انه اذا عمر في منطقة مسموح فيها العمار فهذا ممكن لكن لا يذهب ويبني في منطقة ممنوع البناء فيها".
للاستماع الى ما قاله السيد وجيه كيوف.
مفيد مرعي للشمس: "بيت رايق سرحان هو الوحيد خارج التخطيط"
كما تحدثت الشمس الى رئيس مجلس حرفيش المحلي السيد مفيد مرعي والذي قال للشمس: "القرار بالهدم لبيت رايق سرحان هو قرار محكمة للتوضيح فقط، نحن عملنا المستحيل لعدم الهدم واقترحنا عمل خريطة زراعية للبيت لتجنيبه الهدم، التخطيط عند الدروز للاسف يعاني من قلة توسيع المخططات الهيكيلية، منذ عام 1974 لم يتم توسيع الخارطة الهيكلية، في المنطقة التي تم هدم البيت فيها هناك ثلاثة بيوت قبل الخط الازرق الي تم تعيينه سيتم العمل على تجنيب الهدم لها، عدم التخطيط هو الذي يؤدي الى التسريع بالبناء وتعريض البيوت للهدم. حرفيش المخطط الجديد فيها يشمل كل البيوت لذلك لا يوجد خطر هدم على اي بيت في حرفيش، نحن نرى في الوزير كحلون هو المسؤول عن التخطيط وهو العنوان لنا".
للاستماع الى ما قاله السيد مفيد مرعي.