الناصرة ـ لمراسل خاص ـ في إطار مشروع "حقوق الانسان في المقهى" عقد مركز دراسات ـ المركز العربي للحقوق والسياسات الندوة الثانية في مقهى ليوان في الناصرة، بعنوان "حقوق الأقلية العربية في إسرائيل في ظل التشريعات والممارسات العنصرية ـ آفاق وممكنات". وهو مشروع يهدف إلى نقل هذه الندوات من حيزها "الطبيعي" المعتاد كالجامعة أو مقرّ المؤسسة إلى حيّز مغاير بهدف إشراك شرائح أخرى من المجتمع في مثل هذه القضايا التي عادة ما تكون محصورة في شريحة محددة من الأكاديميين والمهتمين وتحويلها إلى نقاشات حيوية متحركة تُتيح إسماع الرأي المُختلف والتلاقح الفكري.
شارك في الندوة كل من النائب د. يوسف جبارين والمحاضر والباحث د. رامز عيد والمستشار السياسي للسفارة الكندية، السيد أنتوني هنتون.
افتتحت - مديرة مركز دراسات، دالية حلبي، الندوة قائلة: "لا يمكننا أن لا نتطرق الى اخر المستجدات على الساحة العالمية والاقليمية واهمها نتائج الانتخابات الامريكية وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وهي ضمن سيرورات عالمية نلاحظ خلالها صعود اليمين وتفشي خطابه المعادي للأقليات وللمختلف وانحسار الديمقراطية لصالح النزعات الشوفينية اليمينية. وفي خضمّ هذه التغيرات من الجدير أن نسلّط الضوء على التجربة الكندية بالذات التي تسير في اتجاه مُعاكس من حيث سياساتها المتصلة بالأقليات القومية والثقافية والحقوق الدستورية الممنوحة لهذه الأقليات واعتبارها مصدرا للثراء والتميّز وإغناء الدولة والمجتمع."
وتحدث السيد أنتوني هنتون عن التجربة الكندية وضرورة التعامل مع الاختلاف والتنوع السياسي والفكري والاثني كمصدر قوة لبناء المجتمعات. وقال أن التجربة في كندا لا زالت تعاني العديد من القصورات في التعامل الرسمي مع الأقليات وأنه لا زال هنالك ضرورة لاستثمار الكثير من أجل تحقيق المساواة والعدالة لجميع المجموعات التي تؤلّف المجتمع.
تطرق د. رامز عيد إلى ضرورة التعلم من التجارب العالمية ونضال الأقليات في أماكن مختلفة في العالم من أجل تطوير آليات بديلة وجديدة للتعامل مع سياسات التمييز التي تواجهها الأقلية الفلسطينية في البلاد. وأعطى نموذجا عن تجربة الأقلية في جزيرة ميوركا ونجاح نضالهم من أجل الاعتراف بهم كأقلية أصلانية رغم السياسات الرسمية التي حاولت طمس هويتهم والتي لم تعترف حتى بهويتهم اللغوية ومنعتهم من تدريسها في المدارس. وتوقّف عند ضرورة إقامة أطر بديلة للنضال ترتكز على عمل شعبي وجماهيري وعلى ضرورة أن يكون الحراك الشعبي واسعا لكي يضم جميع فئات المجتمع.
توقّف النائب د. يوسف جبارين في بداية مداخلته عند خطورة المرحلة الراهنة التي تعيشها الأقلية الفلسطينية في إسرائيل والخطاب العنصري المستشري ليس فقط في الشارع الإسرائيلي وانما في الخطاب الرسمي العام. وقال أنه تطوّر لم نشهده في السابق ينبغي التعامل معه بشكل مُغاير من خلال الاستفادة من تجارب أقليات في مواقع أخرى من العالم لا سيما في كندا. وعلى الرغم من خطورة الوضع التشريعي والقانوني والسياسي في إسرائيل في كل ما يتصل بالأقلية العربية الفلسطينية، الا انه لا يُمكن التقليل من أهمية التمثيل في البرلمان وإيصال قضايا الأقلية إلى المكاتب الحكومية في أعلى مستوياتها للتأثير على صانعي السياسات من موظفين كبار في الوزارات المختلفة. النائب جبارين تحدث عن ضرورة اقامة اطر جديدة للتعامل مع تحديات المرحلة الى جانب الاطر السياسية القائمة والعمل البرلماني للنواب العرب.