للعام الثاني على التواليّ، وتزامنًا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضدّ المرأة، وبتعاون مع منتدى "جسور" النسائي القطريّ، تطلق جمعيّة كيان- تنظيم نسوي، يوم الجمعة الموافق 25 تشرين الثاني/نوفمبر، حملتها "16 يومًا لمناهضة العنف ضدّ المرأة"، والتي تستمرّ حتى الـ 10 من كانون الأول/ديسمبر.
وتأتي هذه الحملة امتدادا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، والتي تعود تاريخيّا إلى عام 1991، عندما قررن 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة روجترز بولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة والتي تستمرّ لـ 16 يومًا لمناهضة كافة أنواع العنف ضدّ المرأة، وخاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في نفس الميعاد، حيث تنضم كيان إلى هذه الأصوات.
وهذا العام، اختارت جمعيّة كيان-تنظيم نسوي شعار "كوني Anti" لتُطلق حملتها أسبوعيْ مناهضة العنف ضدّ المرأة، بعد أن أطلقت الشعار "كفى، صمتنا يقتلنا" في الحملة السابقة.
وتأتي هذه الحملة في ظلّ تزايد العنف وجرائم قتل النساء، إذ قتلن منذ بداية هذا العام 10 نساء، وتحديدًا في هذا الشهر، شهر "مناهضة العنف ضدّ النساء" سُلبت الحياة من القاصر جواهر شتية في ظروف أقل ما يمكن وصفها بالمأساوية، وتضاف هذه المعطيات المقلقة إلى معطيات العام المنصرم إذ شهدت البلاد 13 جريمة قتل بحق النساء، فقط لكونهنّ نساء.
وفي هذا السياق تحديدًا، نؤكد أن هذه ليست مجرّد أرقام، بل هنّ نساء وفتيات سُلب منهنّ كيانهنّ وأحلامهن وأقدس حقّ يمتلكه كلّ إنسان، وهو الحق بالحياة والسلامة الجسدية، وهناك حاجة ملحّة للحدّ من هذه الجرائم التي باتت ظاهرة، وعلينا العمل ميدانيا بشكل متواصل وعلى مدار أيام السنة لتفعيل برامج وفعاليات تناهض هذه الظاهرة وملاحقة المجرمين قانونيا ومجتمعيا حتى ينالوا عقابهم الرادع.
كما وتأتي الحملة في الوقت الذي لا زالت فيه المرأة العربية الفلسطينية تعاني من ذات دوائر التمييز والإقصاء والتهميش الممنهج، سواءً في الحيز الخاص او العام، ونخص في الذكر، سوق العمل والتمثيل السياسي، علمًا أنّ أحد أكبر التحديات التي تواجه النساء الفلسطينيات اليوم في اسرائيل هو مدى تهميش تمثيلهن السياسي في السياسة القطرية والمحلية ومدى تهميشّهن في سوق العمل بذرائع مختلفة غير مرتبطة بالمهنية.
ونؤكد ايضًا في هذا الباب، أنّ هذا التهميش يعكس صورة مغايرة للتطورات الحاصلة على مكانة المرأة الفلسطينية في مجالات عدة انطلاقًا من ارتفاع نسبة التعليم العالي وازدياد حاملات الشهادات الاكاديمية، دخولهن ولو بصورة محدودة الى سوق العمل المأجور، مشاركتهن السياسية الواسعة في الاحزاب والمنظمات السياسية وغير الرسمية في اسرائيل والاهم توسع مطالبتهن ورغبتهن في التنافس والمشاركة في صنع القرار أي كان، مما يستدعي أن تشكل هذه التطورات المحفز لديّهن في ضرورة الدفع والعمل على تغيير واقع التهميش والتمييز.
وتتضمن حملة "كوني Anti" محاضرات وورشات عدّة في مختلف البلدات العربيّة؛ عسفيا، يافة الناصرة، دير حنا، كوكب ابو الهيجاء، سالم-زلفة، شفاعمرو، حيفا، مجد الكروم، الجديدة المكر، عرابة وغيرها، إضافة إلى نشاطات مع طلاب صفوف الإعداديّة والثانويّة في مناطق مختلفة، يتم خلالها التركيز على مناقشة مواضيع مغيبة وحارقة. وايضًا تتضمن الحملة عروض مسرحية هادفة، ووقفات احتجاجية على عددٍ من مفارق البلاد، كما وتشمل الحملة رسم جداريات احتجاجية تعمل على تشخيص الوضع بصورة عامةً ورفع الوعي الجماهيري لضرورة العمل على إحداث التغيير.
وضمن الحملة، تستغلّ كيان مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مواد توعويّة خلال أيام الحملة بصورة مكثفة، إضافة إلى عملها في هذا الصدد على مدار العام، مؤكدةً بذلك انّ النساء في مجتمعنا تعاني من عنف يومي بكافة اشكاله وانواعه، وأنّ العنف ضد النساء هي قضية مجتمعية ووطنية من الدرجة الأولى ومواجهتها مسؤولية مجتمعية.
يُشار إلى أن جمعيّة كيان تعمل على مدار العام، منذ تأسيسها عام 1998، على إحداث تغيير مجتمعي في المجتمع الفلسطيني في الداخل، وذلك من أجل إحقاق العدالة الاجتماعيّة والمساواة الجندرية والحدّ من جميع أشكال التمييز ضدّ النساء. ويتجلّى عمل الجمعيّة بالربط ما بين العمل القانوني والمرافعة القانونيّة، والعمل الجماهيري مع نساء المجتمع الفلسطيني في معظم المدن والبلدات العربيّة. على سبيل المثال، في كل عام تنظّم كيان فعاليّة قطريّة عامّة، إضافة إلى مؤتمر سنوي وذلك بمبادرة وقيادة المجموعات النسائيّة التي تديرها كيان في البلدات العربيّة.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.