أعلنت وكالة أنباء كوبا الرسمية، صباح السبت، وفاة الرئيس السابق فيديل كاسترو، عن عمر يناهز 90 عاماً.
وكان كاسترو المولود عام 1926 قد تولى الحكم بعد ثورة عام 1959 عندما أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا ليصبح رئيسا للوزراء إلى عام 2008 عند إعلانه عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب شقيقه راؤول كاسترو مكانه.
وكان كاسترو عام 1965 أمين عام الحزب الشيوعي في كوبا، وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الواحد.
وتضاءل تأثير الزعيم الراحل مع تقاعده، إذ عاش في عزلة نسبية لكنه كتب مقالات رأي في بعض الأحيان وظهر في اجتماعات مع كبار الشخصيات الزائرة، وحافظ على سلطة معنوية وسط كثير من الكوبيين لا سيما الأجيال الأكبر سنا.
وثائقي: كاسترو حين يحكم التاريخ
فيدل كاسترو الزعيم الأسطوري لكوبا
إنه فيدل أليخاندرو كاسترو المولود في 13 آب/أغسطس من عام 1926، الذي تولى رئاسة بلاده كوبا منذ العام 1959 عندما أطاح بحكومة فولغينسيو باتيستا في ثورة عسكرية ليصبح رئيس الوزراء إلى عام 2008 حين اعلن عدم ترشحه لولاية جديدة وانتخاب أخيه راؤول كاسترو مكانه.
كان كاسترو في 1965 أمين الحزب الشيوعي في كوبا وقاد تحويل البلاد إلى النظام الشيوعي ونظام حكم الحزب الوحيد. وأصبح في 1976 رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء. وكان أعلى قائد عسكري.
وبعد جراحة معوية في 31 تموز/يوليو من عام 2006 سلم مهام منصبه لأخيه الصغير ونائب الرئيس الأول راؤول كاسترو. وفي 19 شباط/فبراير من عام 2008 وقبل 5 أيام من انتهاء مدة الحكم أعلن أنه لن يرغب في مدة جديدة كرئيس أو رئيس للأركان.
فيدل كاسترو وجيفارا
ترعرع فيدل في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا وكانا من المزارعين، وتلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية. وفي عام1945، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950. ثم عمل محاميا في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولغينسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها.
وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض عليه. وعندها حكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عاماً ولكن أطلق سراحه في أيار/مايو 1955، ونفي بعدها إلى المكسيك، حيث كان أخوه راؤول ورفاقه يجمعون شملهم للثورة، وكان قد التحق إرنستو تشي جيفارا بالثوار ليتعرف على فيديل كاسترو ويصبح جزءًا من المجموعة الثورية.
وعلى متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسميت جماعته بحركة الـ 26 يوليو. وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 كانون الثاني/يناير 1959 على إثر إضراب عام وشامل جاء تلبية لخطاب فيديل كاسترو وثم دخلت قواته إلى العاصمة هافانا بقيادة ارنستو تشي جيفارا حيث كان عدد المقاتلين الذين دخلوا تحت إمرة جيفارا ثلاثمائة.
وفي أبريل 1961 وقع غزو خليج الخنازير الذي كان عبارة عن محاولة انقلابية من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية التي انتهت بالفشل.
سارعت الولايات المتحدة الى الاعتراف بالحكومة اللاتينية الجديدة وكان كاسترو رئيساً للدولة آنذاك. وكلف أحد البرجوازيين برئاسة الحكومة، تفاديا لضربات السياسة الأمريكية المعادية للشيوعية والاشتراكية.
ولكن سرعان ما بدأت العلاقات الأمريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات، وتحديداً، شركة "الفواكه المتحدة".
وفي أبريل من 1959، زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة الأمريكية والتقى هناك نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، واعتذر الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته لقاء كاسترو لارتباطه بلعبة الغولف وقد طلب الرئيس من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو: "شخص بسيط وليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية".
وفي فبراير عام 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الكوبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعل العلاقات الأمريكية الكوبية في أسوأ حال. وضربت الولايات المتحدة حصارا على كوبا انتهى في عام 2015.
أزمة الصواريخ الشهيرة
استناداً الى مذكرات الرئيس السوفييتي الأسبق نيكيتا خروتشوف، فقد رأى الاتحاد السوفييتي أن يقوم بنشر صواريخ بالستية في جزيرة كوبا لتحميها من محاولة الغزو من الولايات المتحدة.
وفي 15 تشرين اول/ أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الأمريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت بها تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة قرابة 160 كيلومترا من فشواطئ فلوريدا.
"فيدل كاسترو"
وعندها شكلت البحرية الأمريكية حاجزا بحريا يعمل على تفتيش كافة السفن المتجه إلى كوبا. وفي 27 تشرين اول/أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي خروتشوف يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب.
ووافق الاتحاد السوفييتي على إزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا علاوة على إزالة الصواريخ البالستية الأمريكية المنصوبة على الأراضي التركية. وهذا أدى لاستقرار الأمن وزوال الخطر، ومع ذلك اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة وكوبا بالعدائية، واستمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو، حتى ان بعض الإحصاءات تشير الى ان كاسترو تعرض لما يقرب من 600 محاولة اغتيال.