وفي حديث لاذاعة الشمس صباح اليوم مع د.احمد حجازي حول الموضوع قال: "شاركت في المؤتمر في نيويورك وقدمت محاضرة بعنوان "التحديات والفرص للعلاقات بين السلطات المحلية العربية واليهودية"، حيث طرحت أبرز التحديات للتعاون بين السلطات المحلية العربية واليهودية، ومن ضمن تلك التحديات قضية الأرض، مسطحات البلدان العربية وقضية المناطق الصناعية، كما قدمت عرضا للقضايا التي نجحت السلطات المحلية العربية واليهودية في التعاون لأجل تطويرها مثل القضايا المتعلقة بالبيئة والمياه والصرف الصحي، وتهدف المحاضرة الى التركيز في موضوع الحكم المحلي كرافعة لتطوير العلاقات اليهودية العربية في اسرائيل".
مضيفا للشمس: "اعتمدت في محاضرتي على خبرتي في مجال تخصصي بموضوع الحكم المحلي، وكمحاضر جامعي لطلاب اللقب الثاني في هذا الموضوع، وعملي سابقا كقائم بأعمال رئيس لبلدية طمرة لمدة عشرة سنوات، بالإضافة الى مهنيتي في إدارة اتحاد المياه منطقة شفاعمرو والتي تقع تحت نفوذها 11 سلطة محلية عربية، كذلك تعتمد المعطيات على أبحاث واحصائيات علمية موثقة".
د. حجازي:" قضايا الارض، التخطيط والخرائط الهيكلية، مسطحات البلدان العربية والمناطق الصناعية بمثابة التحدي الأكبر بين السلطات المحلية العربية واليهودية
وكان د. أحمد مطلق حجازي اشار في محاضرته في نيويورك الى أن " الصراع العربي اليهودي في البلاد يؤثر بصورة مباشرة وغير مباشرة على جودة الحياة اليومية في البلاد، وايضاً على السلطات المحلية في جميع المجالات". مؤكدا بأن :"هنالك نوعين من التحديات التي تواجه السلطات المحلية العربية واليهودية، التحدي المعقد والذي بحاجة لتدخل من قبل متخذي القرارات في الدولة والسلطات المحلية، على سبيل المثال قضايا الارض، التخطيط والخرائط الهيكلية ومسطحات البلدان، والمناطق الصناعية والتي قد تستغرق وقتا طويلا حتى يتم المصادقة عليها، كما أنها تعتبر من القضايا المصيرية جدا على صعيد السلطات المحلية العربية واليهودية، ومن ضمن المعطيات التي طرحت ذات أهمية كبيرة في التطوير الاقتصادي للبلدان العربية قضية المناطق الصناعية التي تبلغ نسبتها فقط 2% في البلدان العربية، ويوجد فقط 4 مناطق صناعية مشتركة يهودية عربية القائمة تحت نفوذ سلطات محلية يهودية". وبيّن د. حجازي بأن القضايا الأقل تعقيدا أمام التعاون بين السلطات المحلية العربية واليهودية تلك المتعلقة بقضايا البيئة والسياحة والتطوير الاقتصادي، والتي تساهم في رفع مستوى وجودة الحياة في البلاد".
معطيات اكاديمية حول الفجوة الكبيرة بين السلطات المحلية العربية واليهودية
واشار د. أحمد حجازي في المؤتمر الى المعطيات التي تتسبب بفجوة كبيرة بين السلطات المحلية العربية واليهودية من ضمنها: "تبلغ نسبة المواطنين العرب في البلاد 20% وتمتلك هذه السلطات 2.5 من الأراضي التي تعتبر تحت سلطة نفوذها، وهناك 85 سلطة محلية عربية مقابل 178 سلطة محلية يهودية، في حين تمتلك السلطات المحلية العربية فقط 2% من المناطق الصناعية، أما معدل الأراضي للمباني العامة والحدائق العامة فهو 4% في السلطات المحلية العربية بينما في السلطات المحلية اليهودية يبلغ 24%. هذا وتم بناء 600 مجمع سكني يهودي منذ قيام الدولة، إلا أنه لم يتم بناء أية بلدة عربية، هذا وتواجه ادارات السلطات المحلية العربية المماطلة في المصادقة على أية تغيير او حتلنة على مسطحات البلدان العربية والتي قد تصل الى 15 عاما، وتقع حاولي %96 من السلطات المحلية العربية ما بين 1-4 درجات في السلم الاقتصادي، وفقط 3 سلطات محلية عربية تقع في درجة 5 و 6، بالمقابل هناك 11% من السلطات المحلية اليهودية فقط تحت سلم 4 والباقي فوق الدرجة 5، من جانب آخر تشير المعطيات حول نسبة الفقر في المجتمع العربي فإن 50% من العائلات العربية تعيش تحت خط الفقر".
الصراع مع مستوطنة متسبي أفيف وطمرة كنموذج للعراقيل التي تواجه السلطات المحلية العربية أمام خطة توسيع مسطح نفوذها ومسبب للتوتر في العلاقات العربية اليهودية
وعرض د. أحمد حجازي الصراع القائم بين إدارة المجلس الإقليمي لمستوطنة متسبي أفيف وإدارة بلدية طمرة، كنموذج للتحديات التي تواجه السلطات المحلية العربية أمام مخطط توسيع نفوذها، وقال: "ترفض متسبي افيف تعبيد شارع منطقة العش والذي يقع تحت نفوذ مدينة طمرة ويشكل مدخلا رئيسيا من الجهة الجنوبية للمدينة، كما يخدم الاف الوحدات السكنية لأهالي طمرة، هذه القضية قائمة منذ سنوات التسعينات وحتى يومنا هذا، مما يعيق توسيع مسطح المدينة من الناحية الجنوبية، هذا التحدي يتسبب بصراع مستديم وتوتر بين الطرفين، وهنا على الحكومة ومتخذي القرار التدخل لكي يتم تعبيد الشارع وسد فجوة كبيرة وتحويل هذا التحدي الى فرصة للعلاقات بين متسبي افيف وطمرة وفرصة للتطوير الاقتصادي بين الطرفين". وأوضح د. حجازي بأن " التحدي الأكبر والمهم هو التحدي للتخطيط الهيكلي والأرض فعندما تكون الأراضي التي تعود تاريخيا لمواطنين من بلداننا العربية لكنها تحت سلطة نفوذ السلطات المحلية اليهودية وعندما يتم الاتفاق لتغيير مسطحات النفوذ فإن المسار يزداد تعقيدا ويستغرق مدة تصل الى اكثر من 15 سنة".
قضايا التطوير الاقتصادي، السياحة، جودة البيئة والمياه والصرف الصحي، فرصة للتعاون بين السلطات العربية واليهودية
وذكر د. حجازي بأنه بالرغم من الإهمال في قضية جودة البيئة في البلدان العربية، وعدم تنفيذ الحكومة الاسرائيلية مشاريع تساهم في تطوير البنى التحتية الملائمة لاحتياجات المواطنين العرب، مثل عدم توفر أماكن لتفريغ القمامة، التلوث وعدم الوعي الجماهيري للأضرار الصحية الناتجة عن التلوث البيئي، الا أن قضية جودة البيئة والمياه والصرف الصحي تعتبر بمثابة فرصة للتعاون بين السلطات المحلية العربية واليهودية، على سبيل المثال قضية "محرقة النفايات" في قرية عبلين والتي تم المنع من تشغيلها نتيجة التعاون بين السلطات المحلية العربية واليهودية".
د. حجازي يطرح حلول أمام تحديات السلطات المحلية العربية واليهودية لتعزيز التعاون المشترك
في نهاية المحاضرة طرح مدير عام اتحاد المياه د. أحمد مطلق حجازي اقتراحات والتي قد تساهم في تشكيل تعاونا مشتركا بين السلطات المحلية العربية واليهودية قائلا:" على الحكومة والوزارات المختصة أخذ زمام الأمور لسد الفجوات بين السلطات المحلية اليهودية والعربية، من خلال بناء أجندة مشتركة واحترام متبادل، وأهمها التطوير الاقتصادي للسلطات المحلية العربية، ذلك أنها تعيش في أوضاع اقتصادية مقلقة، بهذا يجب تحقيق تعاون اقتصادي مشترك، من اجل رفع مستوى الاقتصاد المحلي ومستوى المعيشة، الأمر الذي سيرفع من مستوى جودة الحياة للمواطنين في البلاد".
للاستماع الى المقابلة كاملة مع د.احمد مطلق حجازي