عممت وزارة التربية والتعليم يوم أمس الثلاثاء بيانا أكدت فيه بأنّ "الفجوات الاجتماعيّة الاقتصاديّة بين طلاب من وضع اجتماعي اقتصادي عال ما زالت ذات أهميّة وقائمة". وأضافت: "الوزارة تقود سياسة واضحة لتقليص الفجوات التي ستمنح لكل طالب فرصة متساوية. بناء على ما ذكر فإنّ الوزارة تطبّق للعام الثالث على التوالي نموذج الميزانيّة الفرديّة والتي ستوفّر للطلاب من وضع اجتماعي اقتصادي ضعيف أكثر ساعات تعليميّة. تطبيق هذا النموذج يشير بأنّ الفجوات بين طلاب من وضع اجتماعي اقتصادي ضعيف قد تقلّصت كما ظهر من خلال نتائج المتساف الأخيرة ( متساف 2016). نحن نأمل بأنّ يستمر هذا الاتّجاه ويترجم أيضا في نتائج الامتحانات الدوليّة القادمة".
وعرضت السلطة القطريّة للقياس والتقييم أمس المعطيات الأساسية في اسرائيل لنتائج البحث العلمي الدولي "بيزا" – آذار 2015، وهو الامتحان الشامل، الهام والجديد في العالم في مجال التعليم، والذي تشرف عليه منظّمة الدول النامية والمتطوّرة OECD مرّة كل 3 سنوات، حيث يفحص هذا الامتحان الدولي الابداع في القراءة، العلوم والرياضيّات.
وقد ظهرت فجوات بين وسطي اللغتين العربيّة والعبريّة، حيث أشارت نتائج البحث الدولي بأنّ نتائج طلاب متحدّثي اللغة العبريّة أعلى بشكل كبير بين نتائج طلاب الوسط العربي في مجالات الابداع الثلاث. الفجوة في امتحان الابداع العلمي (العلوم) هي 87 نقطة لصالح طلاب الوسط اليهودي، 116 نقطة في الابداع القرائي لصالح طلاب الوسط اليهودي و104 نقاط في امتحان الرياضيات . عندما نفحص نتائج الطلاب بشكل منفرد نجد بأنّ معدّل طلاب الوسط اليهودي مشابه لمعدّل طلاب الدول النامية OECD. أمّا نتائج طلاب الوسط العربي فهي أقلّ بكثير.
تحدثت إذاعة الشمس صباح اليوم عن هذا الموضوع مع السيد عبد الله خطيب، مدير المعارف العربية في وزارة التربية والتعليم، حيث قال: "من يلاحظ التحصيلات التي كانت لدولة اسرائيل في كل ما يتعلق بقضية امتحانات النجاعة والإمتحانات العلامية، فإننا نلاحظ بأن هنالك محافظة على نفس النتائج على مدار السنوات دون أن يكون هنالك تقدم".
وأضاف خطيب: "يجب أن يُقال أنه بالفترة الأخيرة هنالك استثمار ورؤية جديدة بكل ما يتعلق بقضية الإستثمار خاصة بالطبقات المجتمعية المتدنية من ناحية وضع اقتصادي اجتماعي، الكل يعلم بأنه اذا أردنا أن ننهض بتحصيلات دولة اسرائيل بالإمتحانات العلامية فإنه يجب أن نعطي الطلاب من ذوي الطبقات المتدنية ميزانيات وساعات ويجب أن نحضر لهم برامج تختلف عن البرامج التي تُعد للطبقات العالية جدا".
وأردف قائلا: "أنا أقول دائما أن كل ما يتعلق بالميزانية التفاضلية هي ميزانية التي أُعدت للطبقات المتدنية اقتصاديا التي تعاني من صعوبات اقتصادية اجتماعية جمّة وخاصة الوسط العربي. اذا نظرنا الى المجتمع العربي فإن كله يقبع بالطبقات المتدنية اقتصاديا اجتماعيا، لذلك فإن الميزانية التفاضلية التي قامت بها وزارة التربية والتعليم تُعطي الأفضلية للطبقات المتدنية بكل ما يتعلق بإعطاء الموارد".
وتحدثت إذاعة الشمس أيضا مع السيد عاطف معدي، مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، حيث قال: "أعتقد أنه آن الأوان لكي نشبك أيادينا بشكل قوي مع وزارة التربية والتعليم وننهي حالة ’الزعل‘ الموجودة والتنافس، ويجب أن نحوّل التنافس لمصلحة الطالب وأن نرفع مستوى التعليم عامة ومستوى التحصيل العلمي".
وأضاف معدي: "هذا الأمر مربوط بعدة بنود، ونحن نتحدث عنها كثيرا وطُرحت منذ فترة وجيزة على وزارة التربية والتعليم بجلسة لجنة المالية من أجل ضمان ميزانيات للتعليم العربي حتى نرتقي ويُستثمر بشكل جدي من أجل رفع التحصيل العلمي. هذه ليست شعارات، المعلم جزء أساسي بكل هذه العمليات وقضية البرامج حيث أننا بحاجة لبرامج مستدامة ومدروسة من روضة الأطفال وحتى الثواني عشر، وقضية البنية التحتية هي أيضا جزء لا يتجزأ، وقضية الفوارق وحجم الساعات التعليمية. نحن ما زلنا نراوح مكاننا والفوارق تزداد".
استمعوا للقاء الكامل: