اختتم عصر السبت المهرجان الخطابي في باقة الغربية بعنوان "مهرجان الثواب الفلسطينية" الذي دعت اليه القوى الاسلامية والوطنية في الداخل الفلسطيني في أعقاب كشف قناة الجزيرة القطرية وثائق سرية للمفاوض الفلسطيني وتقديمه التنازلات عن ثوابت القضية بزعم اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وشارك في المهرجان قيادات الأحزاب والحركات السياسية واللجان الشعبية والمئات من أهالي الداخل الفلسطيني من الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية، وتولى عرافة المهرجان السيد سميح ابو مخ رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، فيما تحدث بداية رئيس حزب التجمع واصل طه الذي وصف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بحلقات الدردشة مشيرا الى الخطر الأكبر في قضية الوثائق التي كشفتها قناة الجزيرة هي وقوف قيادات فلسطينية في الدفاع عن الوثائق، كما وتحدث طه حول استمرار النكبة الفلسطينية باختلاف أشكالها وألوانها وطموحات الشعب الفلسطيني وتعميق الاحتلال في ظل المفاوضات، وتوسع رقعة الاستيطان حيث وجه نداء الى الفلسطينيين ان من يعتقد ان مقاومة الاحتلال هي عثرة فان المفاوض فهو مخطئ وان العقبة الكبرى هي الانقسام الفلسطيني واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وقواعد متينة وبناء مرجعية حقيقية للشعب الفلسطيني .
وأكد واصل طه على الثوابت وانه لا يحق لأي كان التصرف والتلاعب في حق العودة مشددا انه لا يحق لأي طرف طرح قضية التبادل السكاني والتحدث باسم فلسطينيي الداخل .
هذا وتلاه متحدثا الشيخ حماد ابو دعابس الذي وجه كلمة للمفاوض الفلسطيني قائلا: "إن كان المفاوض الفلسطيني عاجزا عن استعادة تراب فلسطين فهو معذور وليتنح عن مكانه ليتركها للأجيال القادمة التي ستحرر هذه الأرض"، كما وتطرق الى قضية اللاجئين بأنه لا يجوز التنازل عنها وعن حق العودة، مؤكدا انه لو أُجري استفتاء لفلسطينيي الشتات ما تخلى أحدهم عن قضيته وأرضه، كما وحذر ابو دعابس من ان يصبح التبادل السكاني جزءا من الصفقة والمزاد العلني وانه أمر مستهجن وغير مقبول وان الثوابت الفلسطينية غير معروضة للبيع .
أما محمود مواسي عن الحزب العربي الديمقراطي فقال: "لسنا بضاعة للمساومة فنحن أهل الأرض والوطن ونطالب بعودة اللاجئين وليس ترحيل الصامدين"، كما وتوجه بكلمة للمفاوض الفلسطيني بأن يحترم تضحيات ونضال فلسطينيي الداخل مؤكدا انه لا يحق لأي كان التحدث باسمهم، وان لفلسطينيي الداخل هيئة تمثيلية تتحدث عنهم مؤكدا ان فلسطينيي الداخل باقون في أرضهم ولن تعود النكبة مرة أخرى.
أمين عام حركة أبناء البلد رجا اغبارية أطلق صرخة في وجه حكام العالم: "بأننا أصحاب الحق متجذرين في أرضنا وأن من يتآمر علينا ستنقلب عليه"، كما وتحدث رجا اغبارية حول ما كشفته قناة الجزيرة بالوثائق عن تنازل السلطة عن القدس مؤكدا رفضه للسيادة الاسرائيلية على أرض فلسطين وان ما يحدث في هذه الأيام لهي فرصة للحمة الفلسطينيية وتوحيد قيادة الشعب الفلسطيني .
هذا وتحدث في المهرجان عن الحزب القومي العربي محمد حسن كنعان الذي طالب رئيس سلطة رام الله بتقديم استقالته وان تقوم انتخابات حرة جديدة مناشدا بقوله "كفى خيانة للأسرى ودماء الشهداء" وأكد انه لا يحق للسلطة ولا أي طرف آخر التحدث باسم فلسطينيي الداخل مؤكدا ان لأهل الداخل قيادة سياسية حكيمة تنوب عنهم، كما واستهجن التبادل السكاني داعيا لكسر الاحتلال وتحرير الاسرى مطالبا السلطة الفلسطينية بالكف عن خذلان الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والداخل والشتات .
أما الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني فقد أشار الى طوفان الغضب الذي ينفجر في الأمة العربية والاسلامية ناصحا حكام العرب والمسلمين بالانحياز فورا الى آمال وألام وهموم وطموحات الشعوب وإلا فإن طوفان الغضب سينفجر ويقتلع كل عروش الظالمين، كما أكد ان طوفان الغضب قد بدأ ولن ينطفئ الا برفع أعلام الاستقلال في القدس الشريف .
كما وأكد الشيخ رائد صلاح: "ان وجودنا في باقة هو جزء لا يتجزأ من وجودنا في ام الفحم والناصرة وعكا وحيفا ورهط، ومن لم يعجبه وجودنا فليرحل عنا، فهذه رسالتنا اليوم والتي سنورثها لأحفادنا"، وشدد انه من المستحيل لأي ظالم أن يرحلنا من أرضنا ومن المستحيل أن يُرحّل قوة وجودنا كقوة وجود أرضنا ونقول للظالمين لقادة المؤسسة الاسرائيلية اعتبروا من الذين سبقوكم الذين رحلوا عن هذه الأرض ونحن بقينا في أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا"، وزاد قائلا "فأنتم على اختلاف أسمائكم ومناصبكم ستزولون ونحن سنبقى نردد إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون".
وتابع الشيخ رائد صلاح حديثه: "بأن فلسطينيي الداخل هم الأمناء على حق اللاجئين وحق والعودة فنحن منزرعون في الجليل والمثلث والنقب والكرمل والمدن الساحلية ونحن بانتظار اللاجئين وبانتظار عودتهم إلى أرضهم وبيوتهم"، وأكد "أن من يسألنا من نحن نقول له بأننا الأمناء على الحق الاسلامي العربي الفلسطيني في القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك" مؤكدا "اننا سبنقى نقول لكل أهل الأرض بأن الوجود الاسرائيلي في القدس باطل وهو وجود احتلالي ولم ولن يكون حق له في حجر وذرة تراب من القدس، ولا يوجد حل لقضية القدس سوى زوال الاحتلال الاسرائيلي".
وفي ختام كلمته وجه نصيحة بأن يقوم كل شعب عربي مسلم في دولته بأداء دور في انتخابات نزيهة وعادلة لاختيار قيادة حكيمة تقود شعوبنا وخصوصا الشعب الفلسطيني داعيا الى اقامة انتخابات فلسطينية يشارك فيها كل فلسطيني في العالم .